”الحفيد“ حضور كاشف في الحياة والفن دراسة نقدية في روايتَي «الضيف» و«غير المنفصل» للكاتبة الإيطالية لالَّا رومانو

مارينا فهيم عدلي نسيم;

Abstract


تعد روايتا ”الضيف“ و”غير المنفصل“ من أهم روايات الكاتبة الإيطالية لالَّا رومانو.
تدور أحداث رواية ”الضيف“ (1973) حول إيميليانو؛ الحفيد الذي يظهر فجأة ويُمثِّل في حد ذاته كائنًا فريدًا، قَلَب حياة الجدة رأسًا على عقب. فبالرغم من كونه طفلًا صغيرًا، تراه الجدة كائنًا غامضًا، وزائرًا غريبًا، بل تكاد تراه ”ربًّا صغيرًا“. لذا تنظر إليه الجدة نظرتها إلى كتاب فلسفي مليء بالمعاني العميقة الفريدة.
أما عن كتاب ”غير المنفصل“ (1981)، فهو يدور حول أزمة انفصال والدي إيميليانو، ضحية فشل زواجهما. البطل الرئيس في الرواية هو إيميليانو الذي يعاني من عالم الكبار وعلاقتهم المُعقَّدة، فأصبحت العلاقة بين الطفل وجديه هي نقطة الثبات الوحيدة في عالم متغيِّر ينقصه الأمان.
ينقسم البحث إلى مقدمة وبابين وخاتمة. في المقدمة تم عرض نبذة عن حياة الكاتبة الإيطالية لالَّا رومانو، وبالأخص ما كان له أثر مُهِم في تكوينها الفكري والأدبي.
الباب الأول، وعنوانه: ”الحفيد وحضوره الكاشف في الحياة والفن“ يعرض الموضوعات الرئيسية التي تناولتها الكاتبة في روايتي ”الضيف“ و”غير المنفصل“. الفصل الأول بعنوان معنى الوجود يتناول أهم موضوعات روايتي لالَّا رومانو، على سبيل المثال، أهمية الوجود الإنساني المُتمثِّل في حضور الطفل، وبالأخص في اللحظات الفارقة مثل الميلاد، والحب، الوفاة.
ويرجع ذلك لِمَا تأثرت به الكاتبة من أفكار الفلسفة الوجودية التي انتشرت في أوروبا انتشارًا واسعًا في أعقاب الحرب العالمية الثانية، والتي تتخلص في شعور الإنسان بالعبثية؛ أي عدم وجود معنى للحياة، وإبراز معني الوجود وقيمته، علاوةً على احترام الآخر وحقوقه وحرياته. فلالَّا رومانو تبرز معنى وجود الطفل معها، وترى في وجوده قيمة مُهِمة حيث إنه كيان مُحَفِّز لها لاكتشاف حقائق في الحياة والفن. فهو ليس مجرد طفل تقوم الجدة بتدليله، بل هو تجسيد لقيمة الوجود. كذلك تحترمه ككيان آخر مُنفصل.
تُعَبِّر لالَّا رومانو عن الحقائق الوجودية التي اكتشفتها من خلال الحفيد إيميليانو عن طريق استضافتها له لمدة 40 يومًا: «الآن، أريد الاحتفاظ به إلى الأبد كما هو، بعيدًا عن الزمن الذي سيغيِّره».
يتناول الفصل الثاني وعنوانه الطفولة جوهر الحياة، أهمية مرحلة الطفولة التي تترأس حياة الأشخاص والتي تُشكل ملامح الشخصية وقد تم عرض أكثر من مثال من حياة الكاتبة لالَّا رومانو ومن حياة ابنها بيرو، كما تطرقنا للملامح التي تتميز بها الطفولة التي تعرضها الكاتبة في رواياتها.
الفصل الثالث وهو بعنوان المشاعر الخاصة يتناول المشاعر الجديدة والغريبة التي دخلت إلى حياة الجدة عند استضافتها للحفيد إيميليانو، الذي لا يبلغ من العمر سوى بضعة أشهر وذلك لسفر والديه. وَلَّد وجوده مشاعر متناقضة من القلق والفرح والخوف والشغف. تكتشف الجدة مع حفيدها سر الحياة وسحر الأشياء عند رؤيتها للمرة الأولى، كما أنها تعاني من الخوف، والرفض، والغيرة. فقد كانت الجدة تدافع عن حريتها بأنانية شديدة عند معرفتها بحمل كنتها مارلين، ويظهر هذا في تعبيرها: «لا يمكنكم الاتكال عليَّ. فأنا لا أعرف ولا أستطيع الاهتمام بطفل».
تنقل لالَّا رومانو مجموعة من المشاعر الخاصة العميقة والحقيقية تجاه حفيدها بعد تجربتها المأساوية مع ابنها، مما وَلَّد داخلها رغبة شديدة في أن تصبح محبوبة من حفيدها وأن يفرح بوجودها معه. كما أنها تشعر أيضًا بالغيرة حتى من قبل ميلاد إيميليانو، فهي تَغِير من الجميع، من كنتها ووالدتها، ومن إينُّوتشنسو زوجها، وپيرو ابنها. إنها غيرة نابعة من رغبتها في الاستحواذ عليه، حتى إنها كانت تتمنى ألا يعود والديه ويصبح لها وحدها.
علاوةً على ذلك، فهي تنقل إحساسها بعدم القدرة على رعايته وخوفها الشديد من ذلك. إنها سلسلة من المشاعر المختلفة التي نتجت جميعها من وجود الطفل الذي لم تكن تعرفه من قبل.


Other data

Title ”الحفيد“ حضور كاشف في الحياة والفن دراسة نقدية في روايتَي «الضيف» و«غير المنفصل» للكاتبة الإيطالية لالَّا رومانو
Authors مارينا فهيم عدلي نسيم
Issue Date 2015

Attached Files

File SizeFormat
G10613.pdf129.66 kBAdobe PDFView/Open
Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 4 in Shams Scholar
downloads 1 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.