" فاعلية برنامج إرشادي تكاملي في تحسين مهارات الذكاء الوجداني لدى عينة من المتفوقين دراسياً "

Abstract

يعيش الطلاب المتفوقون بسبب مالديهم من خصائص مميزة، مشاكل أكثر من نظرائهم العاديين فهؤلاء التلاميذ المتفوقون يحتاجون إلي رعاية واهتمام حتي يتمكنوا من فهم مشكلاتهم عندما يواجهون صعوبة في التكيف مع الحياة. ولذلك يُعتبر الطلبة المتفوقون دراسياً، من ذوي الحاجات الخاصة لمواجهتهم لبعض المشكلات الخاصة والتي قد تتسبب في عزلهم عن الأقران خاصة وأن عمرهم الزمني وقدراتهم العقلية وسلوكهم وتوقعاتهم تجاه أنفسهم ومدرسيهم وأبائهم وأقرانهم لايوجد ترابط بينهم . وهذه الاختلافات تسبب صراعات ومشكلات تصل بهم بعيداً عن حد السواء. (حسن سيد محمد،1999: 46) وبناءاً علي ذلك فإن العمل مع فئة المتفوقين دراسياً يتطلب ذكاءاً خاصاً يساعدهم علي مقاومة الضغوط النفسية، واحتواء المشكلات للوصول إلي أعلي مستويات الأداء، هذا هو الذكاء الوجداني ( الانفعالي ) الذي تقع تحت مظلته جميع الصفات الشخصية الإنسانية والتي يجب توافرها في المتفوقين دراسيا حتي يتسني لهم الاضطلاع بدورهم بنجاح ومن ثم الوصول إلي أعلي درجات التوافق، وهذا ما أكده وأشار إليه جولمان. ( علي بن حسن الزهراني وسري محمد، 2010 : 273 ).

فالذكاء الانفعالي يساعد الفرد علي التخلص من الروتين وإدراك حلول بديلة للمشكلات، وتنظيم الذاكرة، وزيادة الثقة بالنفس والنجاح في مواقف الصراع والتحدي، وعدم التفكير في مواقف الإحباط والفشل كما أنه يساعد الفرد علي التحكم في الاندفاعية والاستجابة بعقلانية للانفعال، كما أنه العامل الوسيط في صراع الدور لدي الفرد، وفي ضوء ذلك يري ايستينEpstein,1999) )أن الذكاء الانفعالي EQ مستقل عن الحالة الانفعالية Emotional state، فقد يكون الفرد مكتئبا رغم ارتفاع ذكائه الانفعالي، إلا أن الذكي انفعالياً سيتخلص من الذعر والقلق علي المدي القصير.( سامي محمد موسي 2004 : 155 – 156 ) .

ومن هنا تبدو أهمية تنمية الذكاء الوجداني من خلال برامج إرشادية تعمل علي رفع مستوي الذكاء الوجداني لديَ الأفراد حيث أن تنمية الذكاء الوجداني لدي الفرد تسفر عن شخصية متزنة قادرة علي تحمل المسئولية وتأكيد الذات والقدرة علي فهم الآخرين، والقدرة علي حل المشكلات والقدرة علي ضبط الذات في مواقف الصراع والقدرة علي التواصل مع الآخرين.