متغيرات البيئة الاجتماعية والفيزيقية المرتبطة بإيداع كبار السن فى دور المسنين (دراسة ميدانية فى مدينة الزقازيق)

Abstract

الشيخوخة هي مرحلة نسبية ضمن مراحل النمو الانساني وهي نهاية المطاف لمشوار الحياة الطبيعية للإنسان، والشيخوخة مرحلة لها خصائصها، ولها متطلباتها، وأعبائها التي ينبغي العمل علي مواجهتها ، حيث تعتبر الشيخوخة في حد ذاتها خصوصا في المجتمعات التقليدية مصدرا للاحترام والتقدير، وأمام هذا التضخم الهائل في عدد المسنين الذين أصبحوا يمثلون أعدادا كبيرة، جاء الاهتمام بهذه الفئة العمرية من جانب الباحثين والعلماء في كافة المجالات سواء الطبية، النفسية، الاجتماعية، التربوية وغيرها، يتعرض المتقاعدون عن العمل لمجموعة من المشكلات الاجتماعية والتي تتمثل في فقدان الأمن الاقتصادي ، وقد ظهر الاهتمام بفئة المسنين في الآونة الأخيرة، وأفضل دليل على اهتمام دول العالم بهذه الفئة العمرية أن خصصت الأمم المتحدة عام 1999 عاماً دولياً للمسنين. والزيادة المستمرة في أعداد المسنين من عام لآخر نتيجة لتقدم الرعاية الصحية التي تقدم لهم في الآونة الأخيرة ، كان له أكبر الأثر على المسنين حيث أدى تزايد أعداد المسنين إلى ظهور أكثر للمشكلات التي يعانى منها المسنين، وبالرغم من أهمية مرحلة الشيخوخة، إلا أن هذه المرحلة ترتبط بالعديد من التغيرات منها التغير في السياق الاجتماعي للإنسان ( كفقد المكانة- تغير الدور- العزلة والاغتراب والتقاعد عن العمل ...إلخ). وللتقدم في السن أثاره على الإنسان حيث يفقده الإمكانيات اللازمة لمواجهة المشكلات الداخلية والخارجية ، وهو في الوقت نفسه قد يواجه بضغوط جديدة أو غير متوقعة ، مثل التدهور الجسمي أو النفسي ، فقدان الأسرة والأصدقاء، وفقدان المكانة أو المهنة، وعادة ما يؤدى فقدان شيء الى فقدان شيء آخر ، إذ أن فقدان القدرة الجسمية يؤدى الى فقدان للمكانة المهنية ، وهذا يؤدى الى تغير الظروف البيئية بسبب الانسحاب من الحياة المهنية ، وهذا بدوره يؤدى الى فقدان الرفاق والأصدقاء، وأحيانا يؤدى الى استبعاد المسن من الأسرة، ومن التغيرات التي تحدث للمسن في مرحلة الكبر، التقاعد عن العمل وهو أحد المراحل الصعبة في حياة الإنسان، حيث يؤثر على نشاطه الاجتماعي واتصاله بالآخرين من أفراد مجتمعه، وسواء كان التقاعد إجبارياً أم اختيارياً فهو يعني افتقاد المتقاعد لمكانة العمل، وافتقاده لجزء من دخله، وبالتالي يجد نفسه أمام مواجهة موقف صعب وهو انخفاض الدخل مع تزايد الأعباء المالية، وخاصة مع تدهور حالته الصحية وعدم وجود مصادر دخل إضافية غير المعاش المقرر له عند التقاعد، وبذلك يتعرض المتقاعدون عن العمل لمجموعة من المشكلات الاجتماعية والتي تتمثل في فقدان الأمن الاقتصادي، ضعف العلاقات والتفاعلات الاجتماعية، المشكلات الصحية ، مشكلات وقت الفراغ ، ومشكلات فقدان المكانة الاجتماعية ، المشكلات الأسرية ، ويؤدى التقاعد إلى انسلاخ الفرد من الأدوار الاجتماعية ، حيث يعتبر الدور المهني أكثر الأدوار أهمية في حياة الإنسان وخاصة لدى الرجال ، حيث يشعر كثير من الرجال عندما يتركون العمل بالضياع ، كما يؤثر التقاعد على الكثير من الارتباطات في حياتهم فيقل الدخل ، ويزداد وقت الفراغ ، ويفقد الفرد مكانته الاجتماعية وبالتالي يحدد انقطاع الفرد عن العمل نظرة الفرد لنفسه ونظرة الآخرين له.