فاعلية برنامج إثرائي لغوي لتنمية المهارات اللغوية لدى عينة من الأطفال الذاتوييـن فى إطار نظرية العقل

مى أحمد رضوان;

Abstract


مقدمة:
حظى موضوع التوحد بإهتمام مختلف الأوساط الإجتماعية و يبدو ذلك جلياً من المقالات و التحقيقات و المقابلات التي شغلت حيزاً كبيراً في الصحافة و شارك فيها العديد من المهتمين بالمجال ، و كذلك آباء و أمهات الأطفال التوحديين ، و قد أسهمت تلك المشاركات في التعبير عن معاناة التوحديين من عدم توفر الخدمات اللازمة للوفاء بإحتياجتهم و قد نجحوا بشكل لافت الإهتمام في تسليط الضوء علي إعاقة التوحد بتحويلها لملف إعلامي مما ساهم في زيادة الوعي بتقبلهم و العمل علي دمجهم في الحياة الإجتماعية و التعليمية و الإقتصادية مما كان له أكبر الأثر في تحقيق قدر كبير من توافقهم النفسي و تكوين اتجاهات إجتماعية وإيجابية نحوهم (أحمد عكاشة ، 2000 : 139).
كما أن التوحدي يعاني من عدم إكتمال نمو الأفكار المتمثلة في ذهنه بشكل يواكب النمو الطبيعي في مختلف النظم الإدراكية و المعرفية بحيث لا يستطيع حل المشكلات التي يواجهها في المواقف الإجتماعية اليومية ، كما لا يستطيع قراءة الأفكار و المشاعر و الإيماءات في عيون الأخرين ، تلك المهارة الغائبة لدي التوحدي و التي اسماها بارون كوهين بمهارة قراءة العقل في العينين و لذلك فان الاشخاص التوحديين يعتبرون دنيا العواطف أرضاً غريبة عليهم و في السنوات الأخيرة كانت هناك العديد من الدراسات التي ربما تفحصت أهم عوامل فشل التوحدي في مجال إقامة علاقات إجتماعية ، و بالتحديد فهم المشاعر و الأفكار والقدرة علي التفاعل معها بما يناسبها من رد فعل مناسب مما يترتب عليه القصور الواضح في مهارات التفاعل الإجتماعي و عدم القدرة علي إقامة علاقات إجتماعية ناجحة في ضوء فهم معتقدات و نوايا الأخرين (عزة عبد الجواد ، 2010 :4 ).
وقد إتخذت العديد من الدراسات هذا الاتجاه وهو عجز التوحدي عن إستقبال المثيرات الإجتماعية و التفاعل معها ، و قد أطلق بارون كوهين علي غياب هذه المهارة لدي التوحدي غياب مفهوم نظرية العقل Theory Of Mind كما تؤكد فريث freath علي أن التوحدي يفتقد إلي العقلنة – كما تسميها – أي أنه يعجز عن أن يستقبل مثيرات و معلومات و مشاعر من البيئة و يجمعها لكي يستنتج أفكار مترابطة و يتفاعل معها ، و تعتبر أن غياب هذه العقلنة تمثل ملمح أساسي من ملامح اضطراب التوحد التي تساعدنا علي رؤية النموذج التوحدي ككل ( عبد الرحمن سليمان ، 2003 :36).
كما أن التوحد إعاقة تواصل إجتماعي تدوم مدي الحياة تعزل الطفل عن الحياة الإجتماعية ، وذلك إذا لم يتم تدريب الطفل التوحدي في فترة مبكرة و يحتاج الطفل التوحدي إلي الرعاية و المساندة مدي الحياة ( سهام خيري ، 2006 : 30).
وتحاول الباحثة في هذه الدراسة عمل برنامج إثرائي لغوي لتنمية المهارات اللغوية ( الإستقبالية و التعبيرية و الإجتماعية ) لدي الطفل التوحدي في إطار نظرية العقل حيث يساعد علي تنمية المهارات اللغوية بجانب تطوير نظرية العقل لدي الطفل التوحدي .
أولاً مشكلة الدراسة
إنبثقت مشكلة الدراسة الحالية من خلال عمل الباحثة كأخصائية تخاطب مع أطفال التوحد في العديد من المراكز و لاحظت الباحثة أن أطفال التوحد يتأخر لديهم إكتساب اللغة و التعبير الكلامي و أيضا استخدام اللغة في التواصل الإجتماعي و تداولها و توظيفها حيث أن أطفال التوحد يعانون من عجز في التواصل البصري و القدرة علي التقليد و الإدراك و الإنتباه و الذاكرة و تلك الجوانب عي مهارات يجب أن تتوافر بشكل جيد لدى الطفل التوحدي قبل البدء في إكتساب اللغة .
و بدأت الباحثة في القراءات البحثية في هذا المجال حيث وجدت الباحثة أن المهارات التي يفتقدها أو يفتقر إليها الطفل التوحدي تسببت في التأخر اللغوي لديه و إن تكلم الطفل التوحدي يكون لديه ترديد كلام و ذلك ما يسمى بالإيكولالياEcholalia من هذا المنطلق تتصور الباحثة في ضوء قراءتها و عملها في مجال التوحد – أن علاج هذه المشكلة قد يكمن في العمل على تحسين أداء أطفال التوحد في ضوء مفهوم نظرية العقل و ذلك المفهوم الذي يدرب الطفل التوحدي علي التعبير و التعرف علي الرغبة و النية و القصد و فهم الآخر و تحديد الخطأ و التمييز بين الأحداث الفيزيقية و الأحداث الحقيقية و إدراك الأشياء و إدراك المعتقدات الخاطئة و المشاعر المبنية علي الرغبة إلي جانب تنمية المهارات اللغوية ( الإستقبالية و التعبيرية و الإجتماعية ) لدى الطفل الذاتوي .
وبذلك تتحدد مشكلة البحث الحالي في محاولة التوصل إلى إجابات بخصوص السؤال الرئيس:- هل يمكن تنمية المهارات اللغوية ( الإستقبالية و التعبيرية و الإجتماعية ) لدى الأطفال ذوي التوحد في إطار نظرية العقل؟
و يتفرع عن هذا التساؤل الرئيسي عدة تساؤلات فرعية تتمثل في :
1. هل يمكن تنمية مهارات اللغة الإستقبالية لدى الأطفال ذوي التوحد في إطار نظرية العقل من خلال برنامج إثرائي لغوي يوضع لهذا الغرض؟
2. هل يمكن تنمية مهارات اللغة التعبيرية لدى الأطفال ذوي التوحد في إطار نظرية العقل من خلال برنامج إثرائي لغوي يوضع لهذا الغرض؟
3. هل يمكن تنمية مهارات اللغة الإجتماعية لدى الأطفال ذوي التوحد في إطار نظرية العقل من خلال برنامج إثرائي لغوي يوضع لهذا الغرض؟
ثانياً أهمية الدراسة :
1. الأهمية النظرية
إن أهمية الدراسة الحالية تنبع من مفهوم نظرية العقل و خاصة أن هناك ندرة في الدراسات و الأبحاث التي تصدت لهذا المفهوم في البيئة العربية و ذلك حدود قراءات الباحثة – مما يجعل الحاجة ملحة لدراسات تحاول إلقاء الضوء علي هذا المفهوم في علاقته الخاصة بالتوحد ذي المستوى الوظيفي المرتفع ، مما يمهد لوضع برامج علاجية تستخدم مهام هذه النظرية - نظرية العقل و تحاول الإرتقاء بقدرات الطفل التوحدي الإدراكية و المعرفية و اللغوية .
2. الأهمية التطبيقية
تتلخص أهمية البحث في تقديم البرنامج اللغوي الإثرائي لتنمية المهارات اللغوية ( الإستقبالية و التعبيرية و الإجتماعية ) لدى الأطفال ذوي التوحد في إطار نظرية العقل و مدى تأثير ذلك في زيادة النمو اللغوي بجانب النمو في نظرية العقل لدى الأطفال التوحديين ، بالإضافة إلى بناء عدة مقاييس تتعلق بمهارات اللغة مثل مقياس مهارات ما قبل اللغة و مهارات اللغة الإستقبالية و مهارات اللغة التعبيرية و مهارات اللغة الإجتماعية و مقياس تطور نظرية العقل.
ثالثاً أهداف الدراسة :
تهدف هذه الدراسة إلى تنمية المهارات اللغوية ( الإستقبالية و التعبيرية و الإجتماعية) لدى الأطفال التوحديين من خلال برنامج إثرائي لغوي مبني علي نظرية العقل .


Other data

Title فاعلية برنامج إثرائي لغوي لتنمية المهارات اللغوية لدى عينة من الأطفال الذاتوييـن فى إطار نظرية العقل
Other Titles The effectiveness of a linguistic Enrichment program for developing of language skills among a sample of Autism children within the framework of theory of mind
Authors مى أحمد رضوان
Issue Date 2015

Attached Files

File SizeFormat
G12104.pdf391.84 kBAdobe PDFView/Open
Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 18 in Shams Scholar
downloads 13 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.