الجوانب النفسية والاجتماعية للتنمية المستدامة بشمال سيناء "دراسة تطبيقية على مركز ومدينة الشيخ زويد"

Abstract

يولى العالم اهتمام بالغا بمسيرة تحقيق التنمية المستدامة، مما يستلزم ضرورة العمل على الحفاظ على الموارد الطبيعية وادارتها في خدمة التنمية. يشهد العالم اهتماما خاصا بالتنمية المستدامة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية سواء كان على المستوى المحلى أو الإقليمي أو العالمي وسواء على مستوى مؤسسات المجتمع المدني والتي تأتى في مقدمتها الجمعيات الاهلية أو المؤسسات الحكومية أو برامج المسئولية الاجتماعية لشركات القطاع الخاص، ويأتي هذا الاهتمام لأدراك العالم بانه لا يمكن ان تتحقق الرفاهية للأجيال القادمة وحل مشكلات العالم الثالث الا بتحقيق التنمية المستدامة دون الاضرار بالبيئة من خلال -التلوث واستنزاف الموارد – والعدالة بين الاجيال والعدالة في الجيل الواحد وتحسين نوعية الحياة. كما ان هناك اهتماما كبيرا بالتنمية المستدامة في الوطن العربي يتجلى في زيادة عدد البحوث والندوات والمؤتمرات مثل اجتماع الوزراء العرب البيئة ببيروت – يونيه 2003 واعلان أبوظبي عن البيئة الصادر عام 2003. كما ان هناك اهتمام عالمي مثل المؤتمرات العالمية مثل مؤتمر قمة الارض جوهانسبرج – جنوب افريقيا الخاصة بالتنمية المستدامة 2002م. ان التنمية المستدامة هي "النتيجة الحتمية لرغبة المجتمع على مراعاة الابعاد البيئية والاجتماعية إلى جانب البعد الاقتصادي، والغاية من ذلك هي تشجيع التوزيع العادل للثروات وحماية مستقبل وفوائد الاجيال المقبلة، وتتحمل مسؤولية تحقيق هاتين الغايتين كل من الدول والشركات والافراد. تمر شمال سيناء بمرحلة فاصلة في تاريخها بالتزامن مع احداث كبرى تمر بها مصر ومحيطها العربي والإقليمي تشكل تاريخ المنطقة من جديد. تمثل المحافظة ركنا اساسيا في الامن القومي المصري ويجب ان تتوافق جهود التنمية مع متطلباته ليكون هذا المجتمع قادرا على التعامل مع المتغيرات التنموية السياسية المتلاحقة وفق تنبؤات علمية وخطط لتامين سلامة ومصالح الدولة في مناخ استثماري جاذب للسكان والاستثمارات ويسهم في دعم الاقتصاد الوطني واستيعاب واعادة توزيع الموارد البشرية المصرية في شمال سيناء. لن تحدث تنمية داخل مجتمع سيناء بدون مشروعات تبنى على التنمية المستدامة مما يستلزم ضرورة العمل على الحفاظ على الموارد الطبيعية وادارتها في خدمة المجتمع . تبدو شبه جزيرة سيناء مثل "الاسفين" الذي يفصل قارتي اسيا وافريقيا وهذا الوضع قد اكسبها اهمية استراتيجية وجيوبوليتيكية بالنسبة لمصر . تقع محافظة شمال سيناء في الشمال الشرقي لجمهورية مصر العربية بين خطى طول 32.34 وخطى عرض 31.22 شمالا، ويحدها من شمالا البحر المتوسط بطول 220كم، اما جنوبا فخط يمتد من جنوب ممر مثلا حتى راس النقب ويحدها من الشرق الحد السياسي لمصر فلسطين المحتلة اما غربا محافظة بورسعيد والاسماعيلية، وتبلغ مساحة المحافظة حوالي 27 ألف كم2 وعدد السكان التقديري 433.295 ألف نسمة لعام 2014م. تقسم الملامح الجغرافية بشمال سيناء إلى نوعين متميزين اولهما البيئة الساحلية والتى تضم السهول الشمالية التي تتاخم البحر المتوسط بعمق 20-40كم وهى مغطاة بالكثبان الرملية المتموجة والمنبسطة. اما النوع الثاني من الملامح الجغرافية هي البيئة الصحراوية التي تسود وسط شمال سيناء، وتتخلل هذه المجموعة من الوديان مثل وادى العريش الذي يعتبر اكبر الادوية جميعا حيث يخترق المحافظة من الجنوب إلى الشمال. تتمتع شمال سيناء بمناخ فريد يبدا في الشمال بمناخ البحر المتوسط ثم تتدرج إلى ان تصل إلى مناخ يقترب من مناخ المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية. انضمت سيناء إلى الادارة المحلية لأول مرة بالقرار الجمهوري رقم 811لسنه 1974 كما صدر القرار الجمهوري رقم 84 لسن 1979م بتقسيم شبه جزيرة سيناء إلى محافظتي شمال وجنوب سيناء، حيث تضم شمال سيناء 6 مراكز ادارية هي: العريش- رفح – الشيخ زويد- بئر العبد –الحسنة – نخل ويدخل في نطاقها 85 قرية و473 تابع. شمال سيناء تتمتع بإنتاج زراعي متميز من الخضرة والفاكهة وانتاج فاخر من الاسماك بمتوسط سنوي يقدر بحوالي 4 الاف طن من بحيرة البردويل، بالإضافة إلى ثروات طبيعية من الخامات المعدنية المتميزة والفريدة، وعليه فقد تحددت فلسفة التنمية العمرانية بالمحافظة لتكون معتمدة بشكل أساسي على التنمية الزراعية والساحلية في الشمال والتنمية الصناعية على المحور الاوسط وخدمة التجارة العابرة على المحور الجنوبي .