التنمية المهنية لمعلمي التعليم الثانوي العام في ضوء متطلبات مجتمع المعرفة
كريمة محمود أحمد غنيم;
Abstract
يمر عالمنا المعاصر بتحديات ومتغيرات متسارعة ومتلاحقة ومن أبرزها الانفجار المعرفى والثورة المعلوماتية والتكنولوجية ، ومع الحاجة المتزايدة لاستثمار التعليم فى مواجهة هذه التحديات ؛ فإن المعلم يقع على عاتقه مسئولية ضخمة ، وهى تزويد المجتمع بأفراد قادرين على قيادته نحو التقدم ومواجهة تلك التغيرات والتحديات.ولقد شهد العالم تغيرات وتطورات علمية وتكنولوجية غير مسبوقة فى شتى مجالات الحياة ، ومن أهم هذه التطورات التراكم المعرفى المذهل ، هذا بالإضافة إلى الثورة الهائلة فى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتى ساعدت فى سهولة الحصول على المعرفة وانتشارها ، مما دفع المؤسسات المختلفة لكى تعدل من أوضاعها وأحوالها حتى تتماشى مع ماطرأ من تغيرات وتطورات.وتتمثل البدايات الأولى لظهور بوادر مجتمع المعرفة فى بزوغ ماأطلق عليه الثورة العلمية والتكنولوجية ، والتى جعلت العالم – لأول مرة فى تاريخ البشرية – قوة أساسية من قوى الإنتاج ، وبالتدريج بدأت ملامح المجتمعات الصناعية المتقدمة تتغير ، ليس فى بنيتها التحتية فقط ، ولكن أيضاً فى أسلوب الحياة ، وأنماط التفكير ، ونوعية القيم ، وأساليب الممارسة السياسية السائدة ، ووصف علماء الاجتماع المجتمع الجديد بـ " المجتمع مابعد الصناعى " ، غير أنه مع مرور الزمن تبين قصور هذا المصطلح عن التعبير عن جوهر التغير الكيفى الذى حدث ، ومن هنا صك علماء الاجتماع مصطلحاً آخراً رأوا أنه أوفى بالغرض ، وأكثر دقة فى التعبير ، وهو " مصطلح مجتمع المعرفة " ، وذلك على أساس أن أبرز ملمح من ملامح المجتمع الجديد أنه يقوم أساساً على إنتاج المعرفة والمعلومات ، وتداولها بواسطة تكنولوجيا المعلومات.ومعنى ذلك أن مجتمع المعرفة ظهر بعد ماشهد العالم ثورة هائلة فى مجال المعارف والمعلومات ، حيث أصبحت المعرفة من القوى المؤثرة فى تشكيل أنماط حياة المجتمعات الانسانية ، وصياغة أنظمتها السلوكية ، وهندسة أشكال العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتربوية فيها ، وفى تجديد نظرة هذه المجتمعات إلى المستقبل ، وبالتالى تحولت إلى مصدر قوة تتقدم وتتفوق على مصادر التقليدية ، وأصبح الحديث عن المعرفة يقترن بالقوة ويقال " المعرفة قوة "ويعتبر " مجتمع المعرفة "( (Knowledge Society من المستجدات التى نشأت فى ظل التطورات العلمية والفكرية والتكنولوجية التى شهدها العالم فى القرن الماضى . ويطلق مجتمع المعرفة على ذلك المجتمع الذى اكتسب مكانة استراتيجية جديدة يركز فيها البعد الاقتصادى الاجتماعى على حسن استخدام التكنولوجيا الجديدة ، وهو ذلك المجتمع القادر على إيجاد المعرفة ، ونشرها ، وتطبيقها ، وتلك المعرفة هى التى تحدد أداء المجتمع ، وتسهم فى تطويره من خلال التنمية المهنية .وتعد التنمية المهنية للمعلم من أساسيات التعلم فى القرن الحادى والعشرين وأحد مفاتيح الدخول فيه لمواكبة الثورة المعرفية ، والتقدم والتطور العلمى والتكنولوجى ، وذلك لما لها من أهمية بالغة فى تطور الأداء المهنى للمعلم ، وأثرها على تطوير تعلم جميع التلاميذ للمهارات اللازمة لهم مما يؤدى إلى تحقيق ( مجتمع المعرفة ) والتنمية المهنية هى المفتاح الأساسى لإكساب المهارات المهنية والأكاديمية ، سواء عن طريق الأنشطة المباشرة فى برامج التدريب الرسمية أو باستخدام أساليب التعلم الذاتى.ففى الدول المتقدمة حظى تدريب المعلم أثناء الخدمة العناية والاهتمام من أجل تحسين أداءهم المهنى ففى ألمانيا أصدرت قوانين تلزم المعلمين بمتابعة تعلمهم أثناء الخدمة ، ومتابعة التدريب بآخر التطورات وبكل ماهو جديد فى مجال عملهم ، أما فى اليابان فتلزم المعلمون الجدد على حضور التدريب تحت إشراف ومتابعة إلى أن يتم التأكد من اكتسابهم القدرات والمهارات المناسبة التى تؤهلهم للتعليم ، وفى أمريكا اشترطت بعض الولايات انخراط المعلم فى نشاطات تدريبية محددة لتجدد له الترخيص الخاص بمزاولة المهنة.فقد أصبحت الحاجة ملحة إلى إدراج التنمية المهنية للمعلمين عامة ولمعلم التعليم الثانوى العام خاصة ضمن برامج ومخططات إصلاح التعليم العام وذلك للأسباب الآتية :
*معلم المرحلة الثانوية العامة يمثل ركناً هاماً فى هذا الجانب لأنه يعد الطالب للالتحاق بالدراسة الجامعية وهى دراسة تختلف عن مراحل الدراسة فى التعليم العام كما أن هذا الطالب قد ينخرط فى سلك المجتمع ويكون عضواً به اذا لم يتحقق له الالتحاق بالجامعة ، من هنا تتضح أهمية دور المعلم فى اعداد طالب المرحلة الثانوية لمواجهة الحياة والمجتمع بعد انتهاء دراسته فى تلك المرحلة.
*معلم المرحلة الثانوية العامة يمثل ركناً هاماً فى هذا الجانب لأنه يعد الطالب للالتحاق بالدراسة الجامعية وهى دراسة تختلف عن مراحل الدراسة فى التعليم العام كما أن هذا الطالب قد ينخرط فى سلك المجتمع ويكون عضواً به اذا لم يتحقق له الالتحاق بالجامعة ، من هنا تتضح أهمية دور المعلم فى اعداد طالب المرحلة الثانوية لمواجهة الحياة والمجتمع بعد انتهاء دراسته فى تلك المرحلة.
Other data
| Title | التنمية المهنية لمعلمي التعليم الثانوي العام في ضوء متطلبات مجتمع المعرفة | Other Titles | Professional development for teachers of general secondary education Through the requirements of a knowledge society | Authors | كريمة محمود أحمد غنيم | Issue Date | 2017 |
Recommend this item
Similar Items from Core Recommender Database
Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.