مسرح سعد الله ونوس دراسة في نظم العلامات المنتجة دلالات النص (قراءة سيميولوجية)

Abstract

تنبني هذه الدراسة في مسرح سعد الله ونوس على القيام بإنتاج دلالات النص المسرحي التي تقدمها علاماته، وقد سعى الباحث إلى القيام بمقاربات نقدية لبعض نصوص ونوس بمطارحة النص كاملًا بما فيه من عناصر وظواهر، ومتابعة آلياته وتقاناته ومكوناته البنائية بمثل متابعة مقولاته الكبرى ومعاينة أيدلوجياته، إدراكًا للدلالة الكلية لكل نص، فهي دراسة رأسية لأربعة نصوص هي: «مأساة بائع الدبس الفقير»، «حفلة سمر من أجل 5 جزيران»، «الملك هو الملك»، «الأيام المخمورة»، لا تخلو هذه الدراسات لتلك المسرحيات من تصورات للبنية العرضية والمحور الأفقي لمجمل إنتاج ونوس، لأن تلك النصوص دالة على غيرها وتتسم بكثير من ملامح مسرحيات غيرها مما لم يشمله البحث بدارسة شاملة. وفي تلك الرسالة التي نطرح فيها مقاربات تطبيقة في دراسة مسرح سعد الله ونوس قد توسل الباحث بالعديد من الوسائل المنهجية في تحليل النصوص المسرحية لونوس، بغية التوصل للدلالة الكلية لكل من النصوص المحللة، وقد كان الاعتماد الرئيسي والأداة الأغلب استخدامًا هي منهج التحليل السيميولوجي الذي رأيناه أنسب المناهج لأجل مطارحة النصوص المسرحية بما تحمله من علامات متنوعة (لغوية وفوق لغوية) وما تبثه منظومات العلامات من إشارات تمثل أكوادًا دلالية. كما كانت استعانة الباحث بالعديد من الأدوات المنهجية الأخرى لمعاونة المنهج السيميولوجي في فك شفرات النص الونوسي، تلك المناهج التي مثلت- بشكل أو بآخر- طرقًا بحثية تفضي في نهاية المطاف إلى تتبع بنية التكامل الدلالي والتعاضد العلاماتي لمكونات النصوص المسرحية لسعد الله ونوس، فالنص الأدبي هو بنية لغوية متعددة الطبقات، فالأدب له فعل خاص في اللغة وفق ما يتهيأ له من أدوات فنية تعيد تشكيل العلائق بين الدوال ومدلولاتها وفق فاعلية النظام التأشيري، فالنص الأدبي وإن كان أساسه لغويًا، فهو كذلك نص ميتالغوي يفارق أرضية الدلالات اللغوية المباشرة، ليحلق في سماوات ضبابية بعض الشيء وأجواء فوق لغوية حيث الدلالات المتكاثرة التي ما تلبث بعد فك شفراتها النصية إلى أن تئول إلى فضاء رحب من الدلالات الثانية لتشكل عوالم شفيفة من المعاني. فقد كانت الاستعانة بأدوات منهجية كالأسلوبية وأحيانًا الأسلوبية الإحصائية.