بلاغــة التوجيه في القرآن الكريم (دراسة تداولية)
نجوى عبد اللطيف محمد أحمد;
Abstract
إن البحث في القرآن الكريم والتدبر في معانيه، عمل لا تنضب مادته، ولا يقل زاده، فالقرآن الكريم أوسع كتاب على الأرض لأنه يحتوي على أشمل ,وأكمل وأروع ,خطاب؛ وذلك لأنه رسالة الله إلى العالمين كافة في كل زمان ومكان. من أجل ذلك كان الخطاب القرآني خطاباً عاماً فهو خطاب الله إلى الوجود كله.
وقد اتخذ هذا الخطاب القرآني من أساليب التوجيه والحجاج، والإقناع ما هو جدير بكتاب أنزله رب العالمين خالقهم فجاءت تلك الأساليب شاملة متنوعة، فلم تغادر صغيرة ولا كبيرة من أساليب التوجيه والتلميح إلا أحصاها واستخدمها من دون أن يفرط قيد أنملة في الاستناد إلى البراهين التي يدعمها العقل وتقبلها الفطرة السليمة، فكان الخطاب القرآني دافعاً إلى التأمل، وإعمال العقل، إنه تنوير للعقول وهدم كل ما يحجب الحقيقة عنها.
من أجل ذلك جاءت فكرة الغوص في آلية من آليات البيان في القرآن الكريم، تتعلق بآلية التوجيه ,فالقرآن خطاب توجيهي بالدرجة الأولى يقصد إلى التأثير على آراء المخاطب وسلوكياته، واستمالة النفوس، وتوجيه العقول؛ ولذلك وظف كثيرامن الأساليب التوجيهية التي تؤمن هذه الغايات وتتمثل العملية التواصلية بين أطراف الخطاب في المرسل: وهو طرف الخطاب الأول الذي يتخير من بين وسائل الخطاب ا
الاستراتيجية الأقرب إلى توصيل قصده ورسالته سواء كان توجيهاً مباشراً كالأمر والنهي الصريحين مثلاً أو غير مباشر إذا خرج الأمر أو النهي عن دلالته المباشرة إلى غرض بلاغي يسهم السياق في إبرازه والكشف عنه.
والطرف الآخر في العملية التواصلية وهو الذي يتوجه الخطاب إليه (المرسل إليه )ولا بد أن يراعي المرسل العناصر المؤثرة في توصيل القصد إلى المرسل إليه كافة فيراعي ثقافته، علمه، الظروف الاجتماعية والنفسية والانفعالية المحيطة به. أي يهتم بكل ما يسهم في توصيل قصده وإرادته والطرف الثالث هو السياق الذي يتخذ منه المرسل وسيلة لتوصيل رسالته وهو الإطار العام الذي يسهم في ترجيح أدوات بعينها لتحقيق عملية الفهم والإفهام
بين طرفي الخطاب ويسعى الخطاب لتحقيق هدفه وغايته وهو ما يجعل المرسل يتخير وسيلة ما مفضلاً إياها على غيرها من التقنيات مراعياً في ذلك عناصر السياق المختلفة، وما يعينه على تحقيق مقصدية النص.
فالخطاب بوصفه توجيهاً سواء أكان مباشراً أم غير مباشر (التلميح) يمثل محاولة للكشف عن آليات التوجيه ولفت الانتباه إلى قدراته الكامنة والتي تتجلى من خلال مهارة المرسل وكفاءته التداولية .
ومن هذا المنطلق كان اختياري لموضوع يتعلق بالدراسات القرآنية في جانبها التداولي التوجيهي؛ ذلك أن الوقوف على التوجيه في النص القرآني بما قدمه لنا من صور وأساليب تتيح للعقول السمو بالأفكار وإدراك قداسة الرسالة القرآنية.
ولقد قسمت الدراسة إلى مقدمة وتمهيد و ثلاثة فصول:
في الفصل الأول: تناولت نشأة التداولية، وأبعادها والأسس الفلسفية للمدرسة التداولية وكذلك عرضت للتداولية بين التراث العربي والدرس اللغوي الحديث وختمت الفصل بالحديث عن أهمية المقاصد، القصد بين المرسل والمرسل إليه.
أما الفصل الثاني: فقد تناولت فيه التوجيه المباشر والمعاني التي يخرج إليها. وقد تناولت في هذا الفصل سبعة مباحث. المبحث الأول: الاستفهام تناولت فيه (الاستفهام) بشقيه: المباشر وغير المباشر، سؤال الأقمعة، ثنائية السؤال والجواب والاستفهام والحجاج. والمبحث الثاني: تناولت فيه النداء، المبحث الثالث: تناولت الإغراء والتحذير الصريح، والإغراء والتحذير الجائز، الإغراء والتحذير الممكن، والإغراء والتحذير المؤول. والمبحث الرابع: تناولت العرض والتحضيض، وفي المبحث الخامس: تناولت الأمر (افعل)، المضارع المسبوق باللام (لتفعل)، الفعل المبني للمجهول متضمناً معنى الأمر، أو من خلال شبه الجملة. وفي المبحث السادس: تناولت (النهي) والذي تضمن لا الناهية مع الفعل المضارع، ألفاظ تدل على النهي (حرم، نهي)، ألفاظ دالة على الحل بأسلوب النفي، وكذلك عرضت للنهي المباشر وغير المباشر، كما تطرقت إلى العناصر الدلالية المكونة لصيغة النهي، وكذلك الدلالات التحويلية لصيغة النهي. وفي المبحث السابع: تناولت القسم واستعرضت فيه أدوات القسم وأغراضه البلاغية.
وفي الفصل الثالث: تضمن التوجيه غير المباشر (التلميح) وفيه أربعة مباحث: في المبحث الأول: تناولت العنوان في القرآن الكريم ,العنوان في اللغة والاصطلاح، ووظائف العنوان، العنوان الرئيس، النص العنوان (فاتحة الكتاب)، البسملة بوصفها فاتحة الفواتح، بدايات السور على شكل أحرف مقطعة.
أما المبحث الثاني:فقد تناولت (التكرار) في القرآن الكريم، وقد تضمن التكرار بإعادة العنصر العجمي (التكرار التام) من خلال تكرار الاسم، الفعل، تكرار جزء من جملة، تكرار الجملة البسيطة ولواحقها (جملة اسمية/ جملة فعلية)، (التكرار الجزئي)، وقد تمثل في غير التام من الجناس، العكس أو التبديل، تشابه الأطراف، رد الإعجاز على الصدور، الترديد، التذييل، المشاكلة، الإرصاد أو التسهيم، السلب والإيجاب، التقسيم.
أماالمبحث الثالث: فقد تناولت فيه السرد في القرآن الكريم وقد تضمن خمسة محاور، الأول: السرد الإيقاعي، الثاني: السرد الإنشادي، الثالث: السرد المشارك، الرابع: السرد الدائري، الخامس: السرد الإضماري سواء كان إضمار الحرف أو إضمار كلمة أو عبارة.
والمبحث الرابع: تناولت فيه الحجاج؛ حيث استعرضت فيه مفهوم الحجاج، دلالة الحجاج في المصطلح، الحجاج في الدراسات العربية القديمة، في الفكر الغربي الحديث، الحجاج في النص القرآني، حجاجية الكلمة في الفكر الغربي الحديث، الحجاج في النص القرآني، حجاجية الكلمة في القرآن الكريم، وتقنيات الحجاج أولاً الأدوات اللغوية، ثانياً الآليات البلاغية، ثالثاً، التمثيل، رابعاً، البديع.
وأنهيت البحث بخاتمة تتضمن أهم ماجاء في البحث من نتائج وقائمة المراجع، والمصادر. ولاشك أن البحث يستند إلى مجموعة من المصادر والمراجع ذات الصلة بالموضوع، أهمها المصدر الأول القرآن الكريم، والتفاسير، كالصاوي على الجلالين، السيوطي صفوة التفاسير لمحمد علي الصابوني، التحرير والتنوير لمحمد الطاهر بن عاشور، مفاتيح الغيب لفخر الدين الرازي، دلائل الإعجاز، أسرار البلاغة لعبد القاهر الجرجاني، إستراتيجيات الخطاب لعبد الهادي بن ظافر الشهري، تداولية الحجاج لصابر الحباشة، الحجاج في القرآن الكريم لعبد الله صولة.
وحتماً واجهت صعوبات مثل كل باحث، إذ وجدت نفسي أمام هذا الدستور الإلهي العظيم المطلق ببيانه وإعجازه وبنائه، وتساءلت أني لفهمي القاصر أن يحيط بأفق القرآن الكريم الواسع، وكيف لمثلي أن يبلغ تفاصيل المطلق، فكوني اشتغلت على النص القرآني المقدس الذي لا تضاهيه منزلة كان من الصعوبة بمكان تطويع المنهج لاكتشاف الطاقات التوجيهية الكامنة فيه.
أضف إلى ذلك أن النظرية التداولية نظرية حديثة وأن حداثة الدرس التداولي في العالم العربي خصوصاً في المجال التطبيقي على النصوص – أدى إلى قلة المراجع المختصة في هذا المجال ومع ما للدراسات السابقة – على قلتها – من توجيه للفكرة إلا أنني لم أجد فيها ما يعينني على تناول الفكرة من الزاوية التي سلطت الضوء عليها في بحث بلاغة التوجيه والتلميح في القرآن الكريم.
ومع ذلك فقد وجدت متعة في البحث، وفي تتبع الفكرة ,وكم كانت هذه المتعة تزداد مع العثور على مادة مفيدة أو استنتاج فكرة، أو دعم حجة، وأنا أحاول الكشف عن ملامح التوجيه وتجلياته في النص القرآني.
وأخيراً وقبل أن أختم عملي المتواضع هذا فإن الفضل لأهله يعود والشكر واجب اعترف بأن ما كان فيه من محاسن فالفضل لله سبحانه الموفق أولاً، ثم إلى أستاذي أ.د/ حسن أحمد البنداري، إذ تكرم بالإشراف على الرسالة، وتعهدها بروحه الطيبة وبتوجيهاته السديدة، كما لا يفوتني أن أعترف بالفضل والجميل، والشكر إلى د/ ثريا كمال الكومي، التي وجهتني بنصائحها، فلها جزيل الشكر والامتنان.
وأمل أن أكون قد حققت فيه بعض ما كنت أصبو إليه، وأتمنى أن يكون فيه بعض النفع والإفادة والإضافة إلى ميدان الدراسات التداولية من خلال مبحث التوجيه.
وأدعو الله العلي القدير أن ينفعني بتوجيهات أساتذتي الكرام الذين شرفوني بقبول مناقشة رسالتي هذه وتصويب فكرتها، وتسديد منهجها، وتصحيح خطئها، وإقالة عثرتها، وللجميع مني الشكر والتقدير. ومن الله التوفيق.
وقد اتخذ هذا الخطاب القرآني من أساليب التوجيه والحجاج، والإقناع ما هو جدير بكتاب أنزله رب العالمين خالقهم فجاءت تلك الأساليب شاملة متنوعة، فلم تغادر صغيرة ولا كبيرة من أساليب التوجيه والتلميح إلا أحصاها واستخدمها من دون أن يفرط قيد أنملة في الاستناد إلى البراهين التي يدعمها العقل وتقبلها الفطرة السليمة، فكان الخطاب القرآني دافعاً إلى التأمل، وإعمال العقل، إنه تنوير للعقول وهدم كل ما يحجب الحقيقة عنها.
من أجل ذلك جاءت فكرة الغوص في آلية من آليات البيان في القرآن الكريم، تتعلق بآلية التوجيه ,فالقرآن خطاب توجيهي بالدرجة الأولى يقصد إلى التأثير على آراء المخاطب وسلوكياته، واستمالة النفوس، وتوجيه العقول؛ ولذلك وظف كثيرامن الأساليب التوجيهية التي تؤمن هذه الغايات وتتمثل العملية التواصلية بين أطراف الخطاب في المرسل: وهو طرف الخطاب الأول الذي يتخير من بين وسائل الخطاب ا
الاستراتيجية الأقرب إلى توصيل قصده ورسالته سواء كان توجيهاً مباشراً كالأمر والنهي الصريحين مثلاً أو غير مباشر إذا خرج الأمر أو النهي عن دلالته المباشرة إلى غرض بلاغي يسهم السياق في إبرازه والكشف عنه.
والطرف الآخر في العملية التواصلية وهو الذي يتوجه الخطاب إليه (المرسل إليه )ولا بد أن يراعي المرسل العناصر المؤثرة في توصيل القصد إلى المرسل إليه كافة فيراعي ثقافته، علمه، الظروف الاجتماعية والنفسية والانفعالية المحيطة به. أي يهتم بكل ما يسهم في توصيل قصده وإرادته والطرف الثالث هو السياق الذي يتخذ منه المرسل وسيلة لتوصيل رسالته وهو الإطار العام الذي يسهم في ترجيح أدوات بعينها لتحقيق عملية الفهم والإفهام
بين طرفي الخطاب ويسعى الخطاب لتحقيق هدفه وغايته وهو ما يجعل المرسل يتخير وسيلة ما مفضلاً إياها على غيرها من التقنيات مراعياً في ذلك عناصر السياق المختلفة، وما يعينه على تحقيق مقصدية النص.
فالخطاب بوصفه توجيهاً سواء أكان مباشراً أم غير مباشر (التلميح) يمثل محاولة للكشف عن آليات التوجيه ولفت الانتباه إلى قدراته الكامنة والتي تتجلى من خلال مهارة المرسل وكفاءته التداولية .
ومن هذا المنطلق كان اختياري لموضوع يتعلق بالدراسات القرآنية في جانبها التداولي التوجيهي؛ ذلك أن الوقوف على التوجيه في النص القرآني بما قدمه لنا من صور وأساليب تتيح للعقول السمو بالأفكار وإدراك قداسة الرسالة القرآنية.
ولقد قسمت الدراسة إلى مقدمة وتمهيد و ثلاثة فصول:
في الفصل الأول: تناولت نشأة التداولية، وأبعادها والأسس الفلسفية للمدرسة التداولية وكذلك عرضت للتداولية بين التراث العربي والدرس اللغوي الحديث وختمت الفصل بالحديث عن أهمية المقاصد، القصد بين المرسل والمرسل إليه.
أما الفصل الثاني: فقد تناولت فيه التوجيه المباشر والمعاني التي يخرج إليها. وقد تناولت في هذا الفصل سبعة مباحث. المبحث الأول: الاستفهام تناولت فيه (الاستفهام) بشقيه: المباشر وغير المباشر، سؤال الأقمعة، ثنائية السؤال والجواب والاستفهام والحجاج. والمبحث الثاني: تناولت فيه النداء، المبحث الثالث: تناولت الإغراء والتحذير الصريح، والإغراء والتحذير الجائز، الإغراء والتحذير الممكن، والإغراء والتحذير المؤول. والمبحث الرابع: تناولت العرض والتحضيض، وفي المبحث الخامس: تناولت الأمر (افعل)، المضارع المسبوق باللام (لتفعل)، الفعل المبني للمجهول متضمناً معنى الأمر، أو من خلال شبه الجملة. وفي المبحث السادس: تناولت (النهي) والذي تضمن لا الناهية مع الفعل المضارع، ألفاظ تدل على النهي (حرم، نهي)، ألفاظ دالة على الحل بأسلوب النفي، وكذلك عرضت للنهي المباشر وغير المباشر، كما تطرقت إلى العناصر الدلالية المكونة لصيغة النهي، وكذلك الدلالات التحويلية لصيغة النهي. وفي المبحث السابع: تناولت القسم واستعرضت فيه أدوات القسم وأغراضه البلاغية.
وفي الفصل الثالث: تضمن التوجيه غير المباشر (التلميح) وفيه أربعة مباحث: في المبحث الأول: تناولت العنوان في القرآن الكريم ,العنوان في اللغة والاصطلاح، ووظائف العنوان، العنوان الرئيس، النص العنوان (فاتحة الكتاب)، البسملة بوصفها فاتحة الفواتح، بدايات السور على شكل أحرف مقطعة.
أما المبحث الثاني:فقد تناولت (التكرار) في القرآن الكريم، وقد تضمن التكرار بإعادة العنصر العجمي (التكرار التام) من خلال تكرار الاسم، الفعل، تكرار جزء من جملة، تكرار الجملة البسيطة ولواحقها (جملة اسمية/ جملة فعلية)، (التكرار الجزئي)، وقد تمثل في غير التام من الجناس، العكس أو التبديل، تشابه الأطراف، رد الإعجاز على الصدور، الترديد، التذييل، المشاكلة، الإرصاد أو التسهيم، السلب والإيجاب، التقسيم.
أماالمبحث الثالث: فقد تناولت فيه السرد في القرآن الكريم وقد تضمن خمسة محاور، الأول: السرد الإيقاعي، الثاني: السرد الإنشادي، الثالث: السرد المشارك، الرابع: السرد الدائري، الخامس: السرد الإضماري سواء كان إضمار الحرف أو إضمار كلمة أو عبارة.
والمبحث الرابع: تناولت فيه الحجاج؛ حيث استعرضت فيه مفهوم الحجاج، دلالة الحجاج في المصطلح، الحجاج في الدراسات العربية القديمة، في الفكر الغربي الحديث، الحجاج في النص القرآني، حجاجية الكلمة في الفكر الغربي الحديث، الحجاج في النص القرآني، حجاجية الكلمة في القرآن الكريم، وتقنيات الحجاج أولاً الأدوات اللغوية، ثانياً الآليات البلاغية، ثالثاً، التمثيل، رابعاً، البديع.
وأنهيت البحث بخاتمة تتضمن أهم ماجاء في البحث من نتائج وقائمة المراجع، والمصادر. ولاشك أن البحث يستند إلى مجموعة من المصادر والمراجع ذات الصلة بالموضوع، أهمها المصدر الأول القرآن الكريم، والتفاسير، كالصاوي على الجلالين، السيوطي صفوة التفاسير لمحمد علي الصابوني، التحرير والتنوير لمحمد الطاهر بن عاشور، مفاتيح الغيب لفخر الدين الرازي، دلائل الإعجاز، أسرار البلاغة لعبد القاهر الجرجاني، إستراتيجيات الخطاب لعبد الهادي بن ظافر الشهري، تداولية الحجاج لصابر الحباشة، الحجاج في القرآن الكريم لعبد الله صولة.
وحتماً واجهت صعوبات مثل كل باحث، إذ وجدت نفسي أمام هذا الدستور الإلهي العظيم المطلق ببيانه وإعجازه وبنائه، وتساءلت أني لفهمي القاصر أن يحيط بأفق القرآن الكريم الواسع، وكيف لمثلي أن يبلغ تفاصيل المطلق، فكوني اشتغلت على النص القرآني المقدس الذي لا تضاهيه منزلة كان من الصعوبة بمكان تطويع المنهج لاكتشاف الطاقات التوجيهية الكامنة فيه.
أضف إلى ذلك أن النظرية التداولية نظرية حديثة وأن حداثة الدرس التداولي في العالم العربي خصوصاً في المجال التطبيقي على النصوص – أدى إلى قلة المراجع المختصة في هذا المجال ومع ما للدراسات السابقة – على قلتها – من توجيه للفكرة إلا أنني لم أجد فيها ما يعينني على تناول الفكرة من الزاوية التي سلطت الضوء عليها في بحث بلاغة التوجيه والتلميح في القرآن الكريم.
ومع ذلك فقد وجدت متعة في البحث، وفي تتبع الفكرة ,وكم كانت هذه المتعة تزداد مع العثور على مادة مفيدة أو استنتاج فكرة، أو دعم حجة، وأنا أحاول الكشف عن ملامح التوجيه وتجلياته في النص القرآني.
وأخيراً وقبل أن أختم عملي المتواضع هذا فإن الفضل لأهله يعود والشكر واجب اعترف بأن ما كان فيه من محاسن فالفضل لله سبحانه الموفق أولاً، ثم إلى أستاذي أ.د/ حسن أحمد البنداري، إذ تكرم بالإشراف على الرسالة، وتعهدها بروحه الطيبة وبتوجيهاته السديدة، كما لا يفوتني أن أعترف بالفضل والجميل، والشكر إلى د/ ثريا كمال الكومي، التي وجهتني بنصائحها، فلها جزيل الشكر والامتنان.
وأمل أن أكون قد حققت فيه بعض ما كنت أصبو إليه، وأتمنى أن يكون فيه بعض النفع والإفادة والإضافة إلى ميدان الدراسات التداولية من خلال مبحث التوجيه.
وأدعو الله العلي القدير أن ينفعني بتوجيهات أساتذتي الكرام الذين شرفوني بقبول مناقشة رسالتي هذه وتصويب فكرتها، وتسديد منهجها، وتصحيح خطئها، وإقالة عثرتها، وللجميع مني الشكر والتقدير. ومن الله التوفيق.
Other data
| Title | بلاغــة التوجيه في القرآن الكريم (دراسة تداولية) | Authors | نجوى عبد اللطيف محمد أحمد | Issue Date | 2015 |
Recommend this item
Similar Items from Core Recommender Database
Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.