شعرُ الطفّ: نشأتُهُ وتطوّرُهُ

عدنان عبد الجليل عبد الحسين أحمد الحلواجي;

Abstract


قيل: "الشعر ديوان العرب".. لأنّه يتضمّن أخبارهم وأحوالهم وأيّامهم المشهودة ومغازيهم المشهورة، لذا، فقد اعتُمِد في كثير من الأحيان كوثيقة يستدل بها على بعض الحوادث وخصوصاً القديمة منها، أو شاهدٍ يدعم ادعاءات بعض الباحثين، أو رافعٍ لما يعترض فيه شكٌّ لدى بعض المحقّقين، وهذا يقود الباحث إلى القول إنّ الشعر في الأزمان الغابرة كان الوسيلة الإعلامية الأكثر رواجاً وتأثّراً وتأثيراً في تناقل الأخبار وتعاطيها، والسجل الحافل الذي احتفظ في طياته بالكثير من التوثيقات، ولأنّ الإنسان العربي آنذاك يعتبره أكثر الروافد التي يستقي منها ثقافته ومعرفته أهميّةً، ولكونه ذا حسّ مرهف يتذوّق الكلام فيميّز ما بين الحسن وما بين القبيح، فقد اعتزّ بالشعر أيّما اعتزاز، واحتفى بأهله الذين نالوا –في الوقت نفسه- الحظوة عند الملوك والأمراء ورؤساء القبائل؛ لأنّّ الشعراء يمتلكون من القول ما يرضي رغبة أصحاب الجاه في المديح والثناء من جهة، وما يجعلهم يتّقون سهام الهجاء من جهة أخرى، وهذا ينبئ عن أنّ الشعر كان أقصر الطرق لانتشار منقبة ممدوح أو مثلبة مهجوّ على امتداد المساحة المكانية والزمانية.
ونظراً لأهمية الشعر ومكانته وتأثره وتأثيره، فقد تقلّب في أدوار ومرّ بمراحل عديدة مواكباً لمجريات أحداثها، كالتحوّل الكبير والنقلة النوعية اللتين أحدثتهما الدعوة الإسلامية في الجزيرة العربية، وما عقبها من غزوات وفتوح وانفتاح على ثقافات جديدة إبّان مرحلة تأسيس الدولة. وبقي الشعر يدوّن ما تلى عهد النبوّة والخليفتين الراشدين أبي بكر وعمر من صراعات فكريّة ونزاعات سياسيّة وانقسامات مذهبيّة، كفتنة مقتل عثمان بن عفّان، وحدوث الشقاق بين عليّ بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان على أثر ذلك، وظهور فئة الخوارج التي ادّعت أنّها تريد تقرير الأمور بحسب ما جاء به القرآن الكريم والسنة النبوية.
وبعد مقتل عليّ والصلح بين ابنه الحسن ومعاوية استتبّ الحكم للأمويين، فرأى الأخير أنّ الأمر يحتاج إلى الدهاء والسياسة أكثر من الملاينة والمداراة، فقرّب إليه أهل النفوذ والسطوة، الذين عمدوا إلى استعمال وسائل عديدة في سبيل الحفاظ على بقاء الأمر في أيديهم، ومن بين تلك الوسائل الشعر، الذي استغلّوه كسلاح قويّ ومؤثّر لنشر أفكارهم وكسب تأييد الأمّة، وما لبث معاوية أنْ قرّر مبدأ التوريث في الحكم، ليؤول الأمر من بعده إلى ابنه يزيد الذي أقدم على ارتكاب مأساة مروّعة بقتل الحسين بن علي وجماعة من أهل بيته وأنصاره في صحراء كربلاء، ثمّ سبي نسائه وأطفاله.


Other data

Title شعرُ الطفّ: نشأتُهُ وتطوّرُهُ
Authors عدنان عبد الجليل عبد الحسين أحمد الحلواجي
Issue Date 2015

Attached Files

File SizeFormat
G7512.pdf308.87 kBAdobe PDFView/Open
Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 2 in Shams Scholar
downloads 2 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.