فَاعلية استراتيجيـة رَوابـِط الوِحداتِ البنائيـة لِلُّغــة في تنمية الاستعداد لِلقراءة وعَلاقتها بالنُّمو المَعرِفـي لمرحَلة الروضة بالسُعودية

Abstract

يعد الضغط على الطفل لتعلم كتابة الأحرف والكلمات وقراءتها في مرحلة مبكرة وقبل الوصول للنضج اللغوي والمعرفي الكافي عاملاً رئيساً يؤدي إلى خبرات نفسية مؤلمة تُكَّون اتجاهات سلبية لدى الطفل نحو اللغة وربما نحو التعليم ككل (نادية طيبة،2013)، فالتركيز على الحفظ وتلقين المعلومات أسلوب لا يبني أساساً معرفياً متيناً؛ لأن تحفيظ الحروف الهجائية مباشرة يعد نوعاً من ظلم الطفل وإهدار وقته، حيث أظهرت الأبحاث أن هناك عدداً من المهارات القبلية الضرورية لتحقيق التهيئة اللازمة قبل ذلك، من تطوير الوعي الفونولوجي والفونيمي، وتقديم فرص لممارسة اللغة العربية سماعها ونطقها وتمييز المتشابه والمختلف والتعامل مع مهارات مثل الجناس الاستهلالي والسجع وغيرها من مهارات التمكن من اللغة التعبيرية والاستقبالية يعد أهم بكثير من الدخول لمرحلة القراءة والكتابة المباشرة بالأسلوب الالفبائي، وبناء قدراته اللغوية والمعرفية؛ الأمر الذي يكفل استعداده للقراءة كمتطلب قبلي لتلك المرحلة، والأسلوب المناسب هو أن نجعل الطفل يرغب في التعلم ويجرب بنفسه ويفكر في الكلمات التي يسمعها ويميزها ويدرك المتشابه والمختلف، ويقوم بعمل روابط بين الكلمات والأصوات من حوله؛ فهذه الطريقة تجعله فاعلاً ومتفاعلاً وبالتالي يحب ما يتعلم. مشكلة الدراسة: تحدد الباحثة مشكلة الدراسة في النقاط التالية: - لما كان الهدف الأساسي من تعليم اللغة في مرحلة الروضة هو تحفيظ الأحرف وبعض الكلمات القصيرة، بالرغم من المناداة المتكررة لعدد من الباحثين لفهم وتفسير عملية تعليم القراءة من ناحية، وتطور مفهوم القراءة من ناحية أخرى أكثر من مجرد التعرف على الكلمات إلى استخدام عمليات المعالجة المختلفة، واقتراحات الباحثين باستخدام الاستراتيجيات المتنوعة، إلا أنَّ تعليم الأطفال وتدريبهم على بعض مهارات القراءة ظل كما هو يعتمد على الإعادة والتكرار وتعلم شكل الأحرف، وحفظ شكل عدد من الكلمات دون التأكد من وصول الطفل لمرحلة الاستعداد والنضج الكافي الذي يؤهله لعملية القراءة (فتحي يونس، 2014). - كما تؤكد الدراسات الحديثة أنَّ العمليات المعرفية الإدراكية من أهم العوامل المؤثرة والمتأثرة بالنمو اللغوي، حيث لا يتمكن الطفل من اللغة إلا بإدراك المفاهيم والمعاني، وإيجاد العلاقات بين الأشياء وتنظيم الأفكار وتسلسلها، وقد اتجهت الأبحاث الحديثة في تعليم القراءة إلى الربط بين مجال معالجة المعلومات متمثلاً في الوعي الفونولوجي والفونيمي، ومتغيرات الدافعية مثل اهتمامات الطفل وأهدافه ومعتقداته، بالإضافة إلى متغيرات العوامل الاجتماعية؛ مثل الخلفية الثقافية – الاجتماعية ملامح السياق الذي يحدث فيه التعلم .( Melissa& Others, 2011) أهمية الدراسة: لا شك أنَّ تحقيق التهيئة للقراءة، يتمُّ في سن مبكرة، وتطوير أدواته واستراتيجياته مطلب لا غنى عنه؛ كي نوفر على الطفل المعاناة في المراحل اللاحقة. كما أن إمكانية اعتماد استراتيجية (روبل) التي تم تضمينها في البرنامج ضمن أساليب التهيئة للقراءة في مرحلة الروضة بوصفها طريقة تؤدي إلى تنمية مهارات النمو المعرفي. يمكن أن تساعد هذه الاستراتيجية أطفالَ المرحلة الأولية على الانتقال من مجرد متلقين وحُفّاظ فقط للوحدات البنائية للغة إلى أطفال نشطاء فاعلين لديهم قدرة على بناء المعرفة، وتمكنهم من التحكم في تعلمهم وتنظيمه بشكل ذاتي، وتحسين مهاراتهم المعرفية؛ حيث يوفر البرنامج فرصاً تعلمية، وأنشطة، وأوراق عمل تُنمي قدرات الأطفال الصغار ومهاراتهم في مجال الاستعداد للقراءة. أهداف الدراسة: تهدف الدراسة إلى تحقيق ما يلي: الكشف عن مدى فاعلية برنامج تعليمي معد (أسمع أرى أتعلم) المبني على استراتيجية (روبل) بعمل روابط لغوية بين مكونات اللغة العربية البنائية من أصوات، ومقاطع ساكنة، ومتحركة مع أسماء الأطفال، وأسماء الأشياء المهمة لهم والمحيطة بهم، وذلك لتطوير استعداد الأطفال للقراءة؛ بهدف تطوير استعداد الأطفال للقراءة عن طريق الاهتمام بالمهارات التأسيسية قبل القراءة بتطوير الوعي الفونولوجي والفونيمي، ومعرفة مدى انعكاسه على تنمية مهارات النمو المعرفي لدى أطفال عينة الدراسة. فروض الدراسة: