المسئولية الاجتماعية وعلاقتها بالمواطنة (دراسة مقارنة لعينة من شباب ريف وحضر محافظة سوهاج)

Abstract

إن المسئولية الاجتماعية هي قلب ومحرك المواطنة وبدون مسئولية اجتماعية لا توجد مواطنة حقيقية مكتملة شاملة مستدامة، وحينما نتناول المسئولية الاجتماعية للشباب فإننا نكون قد دخلنا فعلياً في بحث جوهر بنية المجتمع، ووضعنا يدنا على مكمن خطورة الأزمات المهددة لأمن المجتمع واستقراره، ذلك لأن بنية المجتمع تتمحور في سياق تطورها الاجتماعي وتنميتها الاقتصادية على فكر، وإبداع، ومشاركة فئات الشباب التي تشكل القاعدة العريضة في مجتمعاتنا العربية بصفة عامة، وفي مصر بصفة خاصة حيث يصف الديمغرافيون الشباب وقيمتهم في المجتمع العربي بالهبة الديمغرافية. وتتأسس المسئولية الاجتماعية على نظرية أخلاقية قوامها أن لكل كيان في المجتمع دوراً يجب أن يقدمه لخدمة المجتمع، وهو ما يعني أن للمسئولية الاجتماعية صفة إلزامية تقتضي أن يقوم كل فرد بالواجبات التي يتوقعها منه المجتمع في سلوكه لدور معين. وتناول الواجبات لا يتم إلا بالنظر إلى الحقوق ، فكلاهما وجهان لعملة واحدة إذ يصعب مطالبة الفرد بواجبات دون منحه حقه الذي يعزز انتماءه، فالانتماء مسألة حيوية تعزز الارتباط الواعي بالمجتمع وأيديولوجيته حيث يتأسس الانتماء على جانبين: أحدهما أيديولوجي واستعداد نضالي ولتحمل المسئولية وتحقق الأهداف، وآخر يدخل في دائرة الممارسة حيث يترجم الاستعداد الفكري إلى واقع حي ملموس، وبذلك يتأكد الانتماء، فمشاعر الحب والإخلاص تصبح مجرد نية غير قابلة للتطبيق إذا لم تقترن بوعي عقائدي عريق لفكر المجتمع. وقد ركزت الدراسة على الشباب في ريف وحضر محافظة سوهاج، وتهدف الدراسة إلى التعرف على الوعي بالمسئولية الاجتماعية وعلاقتها بالمواطنة لدى الشباب، وعن المسئولية الاجتماعية وعلاقتها بالمواطنة و مقارنة لعينة من شباب ريف وحضر محافظة سوهاج. مع الوقوف على الفروق النوعية بين الذكور، والإناث. حيث تتكون عينة الدراسة من (200) مفردة من عينة شباب ريف وحضر محافظة سوهاج، مقسمة كالآتي : (100) الحضر،(100) الريف. من داخل مركز طما وطهطا كحضر، ومن داخل قرية الشوكا وقرية الصفيح كريف. وقد اعتمدت الدراسة على منهج المسح الاجتماعي بالعينة، لمجموعة من الشباب. وفى جمع البيانات استخدم الباحث (مقياس المسئولية الاجتماعية ، واستبيان عن المواطنة ) لمعرفة ما هي العلاقة بين المسئولية الاجتماعية والمواطنة. ثم اعتمد الباحث على تحليل المضمون للمواطنة كجزء من المسئولية الاجتماعية. وقد توصلت الدراسة إلى عدة نتائج منهاأنه لا توجد فروق بين الريف والحضر و الذكور والإناث في،فلدى الجميع وعى بالمسئولية الاجتماعية، ويقرون بوجود علاقة بين المسئولية الاجتماعية والمواطنة. وأن هناك علاقة طردية بين المسئولية الاجتماعية والمواطنة، فكلما قل الإحساس بالمواطنة يقل الاهتمام بالمسئولية الاجتماعية، مما يؤدى إلى زيادة في عدم المشاركة في العمل المجتمعي، وكثرة الاحتجاج والتقصير في الدور المتوقع.