الزوايا ودورها الحضاري في منطقة المغرب الأدنى من القرن (7 – 9هـ / 13 – 15م)

Abstract

شهدت منطقة المغرب الأدنى في الفترة من (ق7-9هـ/13-15م) ظهور عدد كبير من الزوايا، نتيجة لدوافع عدة، أهمها بروز ظاهرة التصوف، وسيطرتها على الثقافة السائدة في المنطقة آنذاك، وقد أسست هذه الزوايا إما من قبل شيخ الزاوية نفسه، أو من إنشاء أشخاص يمثلون أتباعاً لطرق صوفية ما، والبعض منها أنشأها السلاطين والحكام، لاعتقادهم الشديد في ذلك الوقت بمشائخ الصوفية، في الوقت الذي سيطر فيه الدين والفكر الصوفي على المجتمع، وفي مرحلة تاريخية انتقالية من العهود الإسلامية الوسيطة إلى العهود الحديثة، أنتجت تلك المرحلة أحداثاً وظروفاً أدت إلى تلك النهضة الدينية المتمثلة في التصوف والزوايا الصوفية، والرجوع للدين، وتجسدت تلك الأحداث في سقوط الخلافة الإسلامية في المشرق (بغداد) سنة 565هـ/1258م، وسقوط آخر معاقل المسلمين في الأندلس (غرناطة) سنة 897هـ/1492م، وأصبح الهجوم الصليبي المسيحي يهدد السواحل المغربية، ومنها سواحل المغرب الأدنى. ولعبت الزوايا في تلك الفترة دوراً فعالاً في المجتمع، وكانت بالفعل مؤسسة دينية، وسياسية، واقتصادية، واجتماعية، وعلمية، وثقافية. وقد تم تقسيم وتبويب الرسالة إلى مقدمة اشتملت على نبذة مبسطة عن الموضوع، وأسباب اختياره، وأهدافه، والمنهج العلمي المتبع في الدراسة، والدراسات السابقة، وخطة تقسيم الموضوع، وعرض لأهم المصادر والمراجع، وأربعة فصول، تناول الفصل الأول نشأة الزوايا في المغرب الأدنى وتعددها، وقسم إلى ثلاثة مباحث، تطرق المبحث الأول لتعريف الزاوية لغة واصطلاحاً، والمبحث الثاني كان عن الفرق بين الرباط والزاوية، أما المبحث الثالث فعرض أنواع الزوايا في منطقة المغرب الأدنى، والتي انحصرت في: أولاً: الزاوية بشكلها البدائي، ثانياً: الزاوية التي تقام حول ضريح ولي صالح، ثالثاً: الزاوية الطرقية (بمعنى الزاوية التي تقترن بطريقة صوفية ما).