علاقة بني إسرائيل بأرض كنعان في ضوء أسفار العهد القديم وأثرها في توجيه الفكر الصهيوني دراسة تاريخية تحليلية

مجيد جاسم محمد أحمد;

Abstract


تتناول هذه الدراسة الحديث عن إشكالية العلاقة بين بني إسرائيل وأرض كنعان سواء في الماضي القديم أو في العصر الحديث؛ فقد رسخ في الفكر الديني اليهودي الاعتقاد بأن أرض كنعان هي "الأرض الموعودة" التي وعدهم الرب بها، ومن ثم أصبح هذا الاعتقاد من أهم الأسس والدعائم الدينية التي دعت وروجت لها الصهيونية في فترة العصر الحديث، إذ توجهت الصهيونية لمخاطبة وجدان جموع اليهود، بل وأثارت عطف بعض الدول الغربية، من خلال العزف على أوتار الدين والحنين للماضي وذلك من أجل إعادة إقامة الوطن القومي اليهودي معتبرين في ذلك أن فلسطين أو أرض كنعان كانت الوطن القومي والديني لليهود عبر التاريخ.
وبناءً عليه، فإن هذه الدراسة هدفها إماطة اللثام عن طبيعة هذه العلاقة التاريخية القديمة بين أرض كنعان وبني إسرائيل، ومدى وجودها ، وقوتها، ومدى مصداقيتها، وطبيعة المنطقة والشعوب التي سكنتها، وعلاقة هذه الشعوب بتلك الجماعات .
ونتيجة عدم تعدد أو تنوع مصادر التاريخ القديم لهذه الجماعة وانحسارها في مصدر وحيد وهو العهد القديم، وجدنا لزاماً علينا تتبع الفكرة في ثنايا العهد القديم عبر مراحل التاريخ القديم منذ توجه إبراهيم عليه السلام إلى أرض كنعان، مروراً بإسحق ويعقوب ويوسف وموسى في مصر، ثم العودة إلى أرض كنعان وغزو بني إسرائيل لها بقيادة يشوع بن نون، مروراً بفترة القضاة، ثم الملكية، ثم التهجير لكل من آشور وبابل وعودة المهجرين لأرض كنعان.
وقد تناول البحث دراسة فكرة الوطن القومي في "أرض الميعاد"، كما قدمتها الصهيونية، مع تحليل الفكرة وآليات التنفيذ من خلال الحقائق التي اعتمدتها الصهيونية ومنظروها سواء في الماضي المنحسر في العهد القديم، أو في الحاضر المنحسر في الدعوة وآلياتها وأساليب التنفيذ والاستيلاء على أرض فلسطين، لتبيان مدى المصداقية التي اعتمدتها الصهيونية في إقامة الدولة.
وقد قسمت هذه الدراسة إلى تمهيد، يتبعه أربعة أبواب. وفي التمهيد لموضوع الدراسة، رأينا ضرورة التعريف ببعض المصطلحات، كما يشتمل على بعض النقاط التي نرى أنها تعطي خلفية للقارئ عن موضوع الدراسة.
وجاء الباب الأول بعنوان: "العبرانيون في زمن إبراهيم عليه السلام، ويضم فصلين؛ تناولنا في الفصل الأول: وعد الرب لإبراهيم عليه السلام وفكرة العهد؛ وتناولنا في الفصل الثاني: العبرانيون وسكان أرض كنعان، وأبرزنا فيه الشعوب التي سكنت أرض كنعان قبل مجيء العبرانيين إليها في زمن إبراهيم عليه السلام، وعلاقة العبرانيين بهذه الشعوب؛ لا سيما وأن هجرة العبرانيين هذه، قد خلقت إشكالية كبيرة لا تزال آثارها باقية حتى الآن، حول علاقة هؤلاء بأرض كنعان من جهة، وعلاقتهم بساكني تلك الأرض من جهة ثانية.
أما الباب الثاني، فتناولنا فيه بني إسرائيل منذ ظهور موسى حتى غزو أرض كنعان، ويضم فصلين؛ تناولنا في الفصل الأول: خروج بني إسرائيل من مصر، وتوجههم إلى أرض كنعان مروراً بسيناء، حيث تلقى موسى عليه السلام الوصايا العشر والشريعة على جبل سيناء، وحسب الفكر الديني اليهودي، تم هناك اختيار بني إسرائيل من قبل الرب "يهوه" دون سائر الشعوب الأخرى، حيث تم تجسيد العلاقة ما بين بني إسرائيل وهذا الإله في صورة عهد؛ وتناولنا في الفصل الثاني: غزو يشوع بن نون لأرض كنعان وتقسيم الأرض على الأسباط، وما صاحب ذلك من عنف وقتل ومذابح وتخريب قرى بكاملها وتدميرها. وسنعالج في هذا الفصل أبرز الشعوب التي كانت تستوطن تلك الأرض، وطبيعة العلاقة التي كانت تربط بني إسرائيل بهذه الشعوب.
وفي الباب الثالث، تناولنا بني إسرائيل في أرض كنعان في ظل الملكية، ويضم فصلين؛ تناولنا في الفصل الأول: المملكة الموحدة وانقسامها، بينما تناولنا في الفصل الثاني: بنو إسرائيل من التهجير الآشوري حتى تدمير الهيكل الثاني. وفي الجزء الأخير من هذا الفصل، تناولنا تدمير الرومان للهيكل عام 70 م، وما تبع ذلك من تشتت اليهود في أرجاء العالم شرقه وغربه.
وفي الباب الرابع، تناولنا بالدراسة مدى "توظيف الصهيونية في العصر الحديث لتاريخ بني إسرائيل القديم في أرض كنعان". ويشتمل هذا الباب على ثلاثة فصول، تناولنا في الفصل الأول: توظيف الصهيونية لفكرة "أرض الميعاد"، ويتضمن مدى استغلال الصهيونية السياسية لأحداث تاريخية ارتبطت بالدين والعقيدة مثل العهد بين الرب وإبراهيم، والوعد بالأرض التي أطلق عليها اليهود اسم "أرض الميعاد". وتناولنا في الفصل الثاني: دور القوى الخارجية في عودة جماعات المهجرين قديماً وحديثاً. فنحن نجد أن عودة بني إسرائيل المهجرين إلى بابل خلال العصور القديمة، مثلاً، لم تتم إلا بمساعدة الملك الفارسي كورش الذي سمح لليهود بالرجوع إلى القدس وبناء الهيكل من جديد؛ وفي العصر الحديث تمكن اليهود من الاستيطان في فلسطين واحتلالها بمساعدة بعض دول الغرب وفي مقدمتها بريطانيا التي قدمت وعد بلفور لإنشاء الوطن القومي اليهودي.
وفي الفصل الثالث تناولنا: الاستيطان اليهودي في فلسطين في العصر الحديث والجذور الأولى لاستيطان بني إسرائيل في أرض كنعان في ضوء أسفار العهد القديم، ومدى التشابه بين الاستيطان القديم، وبين عمليات الاستيطان اليهودي في العصر الحديث في فلسطين؛ ويتعرض هذا الفصل لمظاهر الإرهاب والعنف التي صاحبت استيطان بني إسرائيل في كنعان في ضوء ما صورته أسفار العهد القديم، مقارناً ذلك بالإرهاب الصهيوني في فلسطين منذ ظهور الصهيونية في القرن التاسع عشر وحتى إعلان قيام دولة إسرائيل.
وقد أنهينا هذا البحث بخاتمة ثبّتنا فيها ما رأيناه من آراء، وما توصلنا إليه من نتائج، ثم أتبعنا ذلك بثبت للمصادر والمراجع التي استخدمناها في البحث، باللغة العربية والعبرية والإنجليزية، واضعين إياها في قوائم مرتبة ترتيباً أبجدياً بحسب أسماء مؤلفيها.


Other data

Title علاقة بني إسرائيل بأرض كنعان في ضوء أسفار العهد القديم وأثرها في توجيه الفكر الصهيوني دراسة تاريخية تحليلية
Other Titles The Relationship Between the Children of Israel and the Land of Canaan in the Light of the Old Testament and its impact in Guiding the Zionist Ideology A Historical and Analytical Study
Authors مجيد جاسم محمد أحمد
Issue Date 2015

Attached Files

File SizeFormat
g9117.pdf1.48 MBAdobe PDFView/Open
Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 1,475 in Shams Scholar
downloads 291 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.