أساليب المعاملة الوالدية وأثرها على الخصائص الشخصية للأبناء كما يدركها الآباء في دور المسنين (دراسة سيكومترية كلينيكية)

Abstract

إن قضية أساليب المعاملة الوالدية لها تأثير عميق في تشكيل الشخصية، لذلك فإن الدراسة الحالية لا تتعامل معها بكونها قضية بحثية جديدة على ساحة العلم ولكنها تحاول الكشف عن المخزون الكامن داخل شخصية الأبناء والذي يظهر في سوء معاملة وإهمال وعدوان على المصدر الذي كان عدواناً في الماضي، فهي تحاول الكشف عن الأخطاء الوالدية التي مارسها الآباء مع أبنائهم في الماضي سواء عن عمد أو جهل، والأثر البالغ أهميته في نفوس الأبناء، حيث يُرد هذا المخزون السيء على الوالدين في فترة تمثل بالنسبة للوالدين المسنين فترة نقص وعوز وعدم قدرة على إرضاء أبنائهم أو تصحيح أخطاء الماضي.

عجزت أساليب التنشئة الأسرية عن تحقيق التوافق النفسى للأبناء وظهر سلوك (الأنا مالى )بين أفراد الأسرة والمجتمع مساندا لسلوك العقوق بشكل باتا يحتم على العاملين فى مجال الدراسات النفسية والاجتماعية أخذ مواقعهم فى مواجهة هذا الخطر لحماية الأسرة العربية وحفاظا على قيامنا الأسرية الأصيلة, (محمد بيومى خليل , 1998: 10). وتشير الدراسات إلى أن استخدام النمط الديمقراطي من قبل الوالدين في تربية أبنائهم يؤثر بطريقة ملحوظة على التكيف الاجتماعي للطفل، ويصبح أكثر إيجابية خارج البيت، ومع الآخرين، وفي الأنشطة الاجتماعية, (صالح أبو جادو، 1998، 251). حيث أن المسنين هم في الحقيقة قيمة كبيرة في مجتمعنا وذلك نتيجة ما مروا به من تجارب وخبرات من الواجب أن توظف داخل المجتمع وليس لهذا السبب فحسب؛ وإنما لضرورة الاهتمام بهم بعيداً عن العائد من ورائهم حيث أن كل أمه تقاس بمدى اهتمامها بثروتها البشرية.