ألفاظ الحياة الاجتماعية في ديوان أحمد رفيق المهدوي (دلالــة ومعجــم)

Abstract

الحمد لله الذي خلق الإنسان فسوَّاه، ونفخ فيه من روحه واصطفاه، وشقَّ سمعه وبصره ثم هداه، والصلاة والسلام على سيد الخلق محمد بن عبدالله، الذي بيَّن الحقَّ وجلاه، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فلقد كان الأدبُ العربي، شعرًا ونثرًا، يمثلُ الحياة الاجتماعية العربية أصدق تمثيلٍ في جميع جوانبها، فقد رسم لنا الأدبُ الجاهلي العاداتِ والصورَ الاجتماعية بشكل واضح حتى أنه يمكن القول إننا لم نتعرف على صور المجتمع العربي الجاهلي إلا من شعره، فالأعمال الأدبية تمدنا بالوثائق الاجتماعية والأديب في هذه الأعمال ينقل لنا الحقيقة ضمن إطارها التاريخي الاجتماعي، فهو يعكس الحياة بجميع صورها ويعبر عنها من جميع جوانبها، ولكي نلمس الجذور الاجتماعية للمشهد الشعري فلا بد أن يكون ذلك على أساس العلاقة بين النتاج الفكري والثقافي عموما والواقع الاجتماعي التاريخي، والتي من دونها لا نستطيع فهم ألفاظ هذا النتاج وتفسير معانيه الخاصة. أسباب اختيار الموضوع: لذا سيكون لدراسة شعر أحمد رفيق المهدوي تمثيلٌ صادقٌ للحياة الاجتماعية في تلك الحقبة لكي نتعرف على المجتمع الليبي، فشعره يمثل لنا وثائق اجتماعية تنقل لنا الحقيقة في إطار اجتماعي، وتصور لنا حياة المجتمع الليبي من جميع جوانبها، معتمدًا في هذه الدراسة على نظرية الحقول الدلالية التي تعد مجالًا معرفيًا وعلميًا ذا أهمية كبرى في تحليل وتصنيف وفهم الحياة الاجتماعية العربية، وهو ميدان يبرز أن التراث اللغوي العربي لا يزال يحتفظ بعناصر حيوية وفاعلة، يحتاجها الدارس حين يود أن يضع نفسه في قوة اتجاه تراثه العظيم لينطلق منه للتزود من ثقافة الآخر، وبذلك يجمع ثقافتين: الأولى أصيلة راسخة، وأخرى حديثة تعد عاملًا أساسيًا في التمدن ومسايرة ركب الحضارة الإنسانية.‏ كما نعتمد أيضًا