زرع الأعضاء البشرية من حيث المشروعية وضوابطها
محمد شعيب محمد عبد المقصود;
Abstract
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله (r)
أما بعد
إنَّ الله خلق الإنسان، لكي يؤدي الأوامر التي فرضها عليه، مصداقاً لقوله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ( )، والإنسان لكي يعبد الله، ويقوم بمهمات حياته اليومية، ويكون عضواً نافعاً في المجتمع؛ يحتاج جسداً صحيحاً، وصحة الجسد تعني أنَّ الإنسان يستطيع أن يستخدم كافة أعضائه .
وجسم الإنسان يتكون من أعضاء، لكل عضوٍ اسم معين، ووظيفة يقوم بها، فالعين للإبصار والرجل للمشي ... الخ، وكل عملٍ يحتاج عضواً يؤديه، فالقيام في الصلاة يحتاج إلى قدمين، وكذلك الصحة العامَّة من شروط وجوب الحج، والإنسان يحتاج لجسم ٍسليم ٍلكي يكون قادراً على العمل والكسب، وفي سبيل ذلك؛ فلابد أن يحافظ على نفسه، ولا يعـرضها للخطر .
ولكن الإنسان لا يدوم على حالٍ واحد، بل تعتريه أحوالٌ متغيرةٌ من الصحة، أو المرض، والقوة، أو الضعف، والمرض قد يصيب أي عضوٍ من أعضاء الإنسان؛ فشرع الله التداوي, وجعله مباحاً، ما روي عن أبي الدرداء( ) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: " إِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ الدَّاءَ وَالدَّوَاءَ، وَجَعَلَ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءً، فَتَدَاوَوْا وَلَا تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ "( ) .
لقد ظهر في الآونة الأخيرة ما يُعرف بالفشل العضوي ( ): هو عدم صلاحية العضو المصاب للقيام بدوره الطبيعي، ولا تُجدي معه وسائل العلاج التقليدية، بل ينحصر العلاج الوحيد في عضوٍبشري بديلٍ من الغير]زرع الأعضاء البشرية [، وهذا التصرف قد يتضمن خطراً على حياة المنقول منه؛ إذا كان حياً، ويثير إشكاليات من الناحية الشرعية حول مدى سلطة الإنسان على جسده، ومدى ثبوت تملُّكه لتلك الأعضاء من عدمه، ومشروعية جرح المنقول منه، وأخذ عضو من جسده، بل وكذلك إنَّ أخذعضو من جثة شخصٍ متوفي، والعبث بجثته؛ يثير إشكالية التعدي على حرمة الميت، أو العبث بقبره في حالة أخذ العضو من جثته بعد دفنه، فمن حيث الناحية الشرعية: لا يوجد نصٌ شرعي يقرر مشروعية نقل الأعضاء البشرية من عدمه؛
لذلك تعددت الآراء في المسألة، ولكل رأي أدلة اعتمد عليها لإثبات صحة رأيه، سيتناولها الباحث ضمن رسالته .
أما من الناحيـة القانونـية: لم يكـن هناك قانون في مصر ينـظـم عملية نقـل وزرع الأعـضاءقبل عام (2010م)؛ حيث بدأت المشروعية القانونية حين صدر قانون تنظيم زرع الأعضاء البشرية رقم (5) لسنة (2010م)، ولائحته التنفيذية بقرار رئيسمجلس الوزراء رقم (93) لسنة (2011م) ، إلا أنَّ هذا القانون قد صدر متأخراً؛ وهذا لأن التشريعات الأخرى سبقته بعشرات السنين، وتطبيق القانون مازال في بدايته، وكما أن عمليات نقل الأعضاء التي تُجرى في مصر مقصورةٌ على عضوي الكلى والكبد، و تُجرى بين الأحياء فقط، ولم يتم إجراؤها من جثث الموتى حتى الآن، كما أنه يحتاج إلى تعديل ليواكب المستجدات المرضية والعلاجية؛ لذلك سيكون بحثي حول المشروعية في الشريعة الإسلامية وضوابطها، وكذلك التنظيم القانوني لعملية زرع الأعضاء البشرية سواءكان المنقول منه العضو شخصاًحياً، أو شخصاً ميتاً .
* أهمية الموضوع :
والموضوع من الأهمية بمكان؛ وذلك لتنـاوله لجسم الإنسان، و حداثة الموضوع نسبيًّا، وما يتعرض له المريض من الفشل العضوي؛ فقد قمت بالاعتماد على أكثر من منهج لكي تتكامل المادة العلمية، وينتج عنها أقصى درجة ممكنة من التناول العلمي، والحصول على منتجٍ علمي، وشرعي، وقانوني متكامل يستفيد منه المجتمع المصري .
والأهمية راجعة للمحور الذي يتناوله الباحث وهو جسم الإنسان ، وطريقة علاج جديدة (زرع الأعضاء البشرية) للحالة المرضية التي تُسمَّى (الفشل العضوي) الذي يسبب لصاحبه الكثير من الأضرار تصل لدرجة الموت، وهذه الطريقة يشترك فيها الطبيب من الناحية العلاجية، ولكن يتعين على فقهاء الشرع والقانون أن يقوموا بدورهم في وضع الإطار القانوني من تحديد المشروعية من عدمه لإجراء عمليات نقل وزرع الأعضاء البشرية .
يلي ذلك تحديد الضوابط التي تنظم عمليات النقل لأنه سواء أكان المنقول منه حيًّا أو ميتاً؛ فلكل حالةٍ منهما ضوابطها التي تنظم إجراء عملية النقل .
* أسباب اختيار الموضوع :
يوجد بعض النقاط المهمة في عملية نقل الأعضاء البشرية، من حيث تعلقها بحياة وصحة الإنسان؛ ولكونها وسيلة العلاج الوحيدة لمرضى الفشل العضوي، كذلك هناك عدة أمورٍ تتعلق بعملية زرع الأعضاء منها :
• إبراز الضرورة المتمثلة في تعرض حياة شخص للموت بسبب عدم وجود علاج .
• تحديد صلاحية طرفي عملية النقل من حيث الحالة الصحية، والمضاعفات الناتجة، والسن، ودرجة القرابة، والجنسية .
• توضيح أهمية الرقابة الطبية من مؤسسات الدولة، وهي وزارة الصحة] اللجنة العليا لزرع الأعضاءالبشرية[ للمستشفىالتي تُجرى فيها عملية النقل .
• تسليط الضوء على استغلال بعض الأشخاص للفقراء، وشراء أعضائهم، أو سرقتها.
• تحديد ماهية الموت الحقيقي، والموت الدماغي، عند نقل العضو من شخصٍ ميت ٍحديثاً.
منهج الدراسة :
والمقصود به الأسلوب المتبع في التناول العلمي لموضوع البحث، بدايةً من التصور الطبي لعملية زرع الأعضاء، وتأثير ذلك على التناول القانوني للموضوع، ومناقشة الآراء الواردة، ومقارنتها.
أما بعد
إنَّ الله خلق الإنسان، لكي يؤدي الأوامر التي فرضها عليه، مصداقاً لقوله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ( )، والإنسان لكي يعبد الله، ويقوم بمهمات حياته اليومية، ويكون عضواً نافعاً في المجتمع؛ يحتاج جسداً صحيحاً، وصحة الجسد تعني أنَّ الإنسان يستطيع أن يستخدم كافة أعضائه .
وجسم الإنسان يتكون من أعضاء، لكل عضوٍ اسم معين، ووظيفة يقوم بها، فالعين للإبصار والرجل للمشي ... الخ، وكل عملٍ يحتاج عضواً يؤديه، فالقيام في الصلاة يحتاج إلى قدمين، وكذلك الصحة العامَّة من شروط وجوب الحج، والإنسان يحتاج لجسم ٍسليم ٍلكي يكون قادراً على العمل والكسب، وفي سبيل ذلك؛ فلابد أن يحافظ على نفسه، ولا يعـرضها للخطر .
ولكن الإنسان لا يدوم على حالٍ واحد، بل تعتريه أحوالٌ متغيرةٌ من الصحة، أو المرض، والقوة، أو الضعف، والمرض قد يصيب أي عضوٍ من أعضاء الإنسان؛ فشرع الله التداوي, وجعله مباحاً، ما روي عن أبي الدرداء( ) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: " إِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ الدَّاءَ وَالدَّوَاءَ، وَجَعَلَ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءً، فَتَدَاوَوْا وَلَا تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ "( ) .
لقد ظهر في الآونة الأخيرة ما يُعرف بالفشل العضوي ( ): هو عدم صلاحية العضو المصاب للقيام بدوره الطبيعي، ولا تُجدي معه وسائل العلاج التقليدية، بل ينحصر العلاج الوحيد في عضوٍبشري بديلٍ من الغير]زرع الأعضاء البشرية [، وهذا التصرف قد يتضمن خطراً على حياة المنقول منه؛ إذا كان حياً، ويثير إشكاليات من الناحية الشرعية حول مدى سلطة الإنسان على جسده، ومدى ثبوت تملُّكه لتلك الأعضاء من عدمه، ومشروعية جرح المنقول منه، وأخذ عضو من جسده، بل وكذلك إنَّ أخذعضو من جثة شخصٍ متوفي، والعبث بجثته؛ يثير إشكالية التعدي على حرمة الميت، أو العبث بقبره في حالة أخذ العضو من جثته بعد دفنه، فمن حيث الناحية الشرعية: لا يوجد نصٌ شرعي يقرر مشروعية نقل الأعضاء البشرية من عدمه؛
لذلك تعددت الآراء في المسألة، ولكل رأي أدلة اعتمد عليها لإثبات صحة رأيه، سيتناولها الباحث ضمن رسالته .
أما من الناحيـة القانونـية: لم يكـن هناك قانون في مصر ينـظـم عملية نقـل وزرع الأعـضاءقبل عام (2010م)؛ حيث بدأت المشروعية القانونية حين صدر قانون تنظيم زرع الأعضاء البشرية رقم (5) لسنة (2010م)، ولائحته التنفيذية بقرار رئيسمجلس الوزراء رقم (93) لسنة (2011م) ، إلا أنَّ هذا القانون قد صدر متأخراً؛ وهذا لأن التشريعات الأخرى سبقته بعشرات السنين، وتطبيق القانون مازال في بدايته، وكما أن عمليات نقل الأعضاء التي تُجرى في مصر مقصورةٌ على عضوي الكلى والكبد، و تُجرى بين الأحياء فقط، ولم يتم إجراؤها من جثث الموتى حتى الآن، كما أنه يحتاج إلى تعديل ليواكب المستجدات المرضية والعلاجية؛ لذلك سيكون بحثي حول المشروعية في الشريعة الإسلامية وضوابطها، وكذلك التنظيم القانوني لعملية زرع الأعضاء البشرية سواءكان المنقول منه العضو شخصاًحياً، أو شخصاً ميتاً .
* أهمية الموضوع :
والموضوع من الأهمية بمكان؛ وذلك لتنـاوله لجسم الإنسان، و حداثة الموضوع نسبيًّا، وما يتعرض له المريض من الفشل العضوي؛ فقد قمت بالاعتماد على أكثر من منهج لكي تتكامل المادة العلمية، وينتج عنها أقصى درجة ممكنة من التناول العلمي، والحصول على منتجٍ علمي، وشرعي، وقانوني متكامل يستفيد منه المجتمع المصري .
والأهمية راجعة للمحور الذي يتناوله الباحث وهو جسم الإنسان ، وطريقة علاج جديدة (زرع الأعضاء البشرية) للحالة المرضية التي تُسمَّى (الفشل العضوي) الذي يسبب لصاحبه الكثير من الأضرار تصل لدرجة الموت، وهذه الطريقة يشترك فيها الطبيب من الناحية العلاجية، ولكن يتعين على فقهاء الشرع والقانون أن يقوموا بدورهم في وضع الإطار القانوني من تحديد المشروعية من عدمه لإجراء عمليات نقل وزرع الأعضاء البشرية .
يلي ذلك تحديد الضوابط التي تنظم عمليات النقل لأنه سواء أكان المنقول منه حيًّا أو ميتاً؛ فلكل حالةٍ منهما ضوابطها التي تنظم إجراء عملية النقل .
* أسباب اختيار الموضوع :
يوجد بعض النقاط المهمة في عملية نقل الأعضاء البشرية، من حيث تعلقها بحياة وصحة الإنسان؛ ولكونها وسيلة العلاج الوحيدة لمرضى الفشل العضوي، كذلك هناك عدة أمورٍ تتعلق بعملية زرع الأعضاء منها :
• إبراز الضرورة المتمثلة في تعرض حياة شخص للموت بسبب عدم وجود علاج .
• تحديد صلاحية طرفي عملية النقل من حيث الحالة الصحية، والمضاعفات الناتجة، والسن، ودرجة القرابة، والجنسية .
• توضيح أهمية الرقابة الطبية من مؤسسات الدولة، وهي وزارة الصحة] اللجنة العليا لزرع الأعضاءالبشرية[ للمستشفىالتي تُجرى فيها عملية النقل .
• تسليط الضوء على استغلال بعض الأشخاص للفقراء، وشراء أعضائهم، أو سرقتها.
• تحديد ماهية الموت الحقيقي، والموت الدماغي، عند نقل العضو من شخصٍ ميت ٍحديثاً.
منهج الدراسة :
والمقصود به الأسلوب المتبع في التناول العلمي لموضوع البحث، بدايةً من التصور الطبي لعملية زرع الأعضاء، وتأثير ذلك على التناول القانوني للموضوع، ومناقشة الآراء الواردة، ومقارنتها.
Other data
| Title | زرع الأعضاء البشرية من حيث المشروعية وضوابطها | Other Titles | Transplantation (greffe) d'organes humains: légitimité et mécanismes de contrôle | Authors | محمد شعيب محمد عبد المقصود | Issue Date | 2017 |
Recommend this item
Similar Items from Core Recommender Database
Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.