تسليع النقـود دراسة فقهية اقتصادية
بدري عبدالواسـع عبدالواحد الروسي;
Abstract
مقدمة البحث
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبــه ومن والاه.
وبعد:
فإن معاملة النقود كسلعة، تباع وتُشترى، ويُتاجر بها من المسائل التي انتشرت في عصرنا، ولم تحظ بالبحث الكافي؛ لهذا أردت بهذا البحث توضيح هذه المسألة من الناحية الفقهية والاقتصادية، ومعرفة حكم الشرع فيها، وآثارها الاقتصادية، والحلول الشرعية.
فقد نشأ عن النظرة إلى النقود كسلعة، معاملات جديدة، وأساليب مستحدثة، كانت مسألة تسليع النقود أهم أو من أهم العوامل وراءها، وكان لابد من بحث يتتبع هذه المسألة ويوضح موقف الشرع منها، مع الأخذ برأي علماء الاقتصاد.
أولاً: الموضوع وأهميته.
يستمد الموضوع أهميته من أهمية النقود ودورها في الحياة، ويزيده أهميةً كون هذه المسألة (تسليع النقود) لم تحظ من الباحثين بالاهتمام الكافي، ولم تفرد ببحث خاص بها –حسب اطلاعي – يدرسها من الناحية الفقهية والاقتصادية، رغم خطورة الموضوع وترتب آثارٍ كثيرة عليه.
فمع تطور الحياة الاقتصادية، وتسارع التطور في أساليب التجارة العالمية وتنوع وسائلها، برزت ظاهرة معاملة النقود كسلعة، متمثلة في تنامي المضاربات على العملات، وتزايد التجارة بالنقود، وخلق أساليب جديدة، وطرق متنوعة للتجارة بالعملة وجعلها مقصودة لذاتها، وإخراجها عن هدفها الأسمى، ووظائفها المنوطة بها، وتحويلها من وسيلة إلى غاية، ومن خادم للاقتصاد إلى مهيمن عليه.
وبهذا أصبحت معاملة النقود كسلعة ظاهرةً كبيرةً لها آثارها الاقتصادية، ونتج عنها معاملات كثيرة، فحجم تجارة العملات يزداد عشرات الأضعاف عن التجارة الحقيقية، و هذه الظاهرة مسءولة عن كثيرٍ من الأزمات المالية، ولها علاقة مباشرة وغير مباشرة بانهيار بعض الاقتصادات الدولية، وبناءاً على هذا كان لزاماً على الباحثين وطلبة العلم أن يدرسوا هذه الظاهرة من وجهة نظر الفقه الإسلامي مقارنةً بالاقتصاد الوضعي في بحثٍ يوضح الموقف الشرعي من هذه الظاهرة، ويبين نظرة الإسلام إلى النقود ودورها في الحياة الاقتصادية، فالتشريع الإسلامي لم يدع شاردةً ولا واردةً إلا وكان لها نصيب من أوامره ونواهيه وإرشاداته.
ثانياً:أهداف البحث.
يهدف البحث إلى توضيح نظرة الإسلام للنقود، وفلسفة الفقه الإسلامي النقدية، من خلال هدف رئيسيٍّ للبحث وهو معرفة هل النقود سلعة في الإسلام أو هل يمكن أن تكون سلعةً أم لا؟ وللوصول إلى هذا الهدف الرئيسي لهذا البحث سيسلك البحث محاور عدة؛ ليصل إلى الهدف المطلوب، وذلك من خلال البحث في تاريخ النقود؛ لمعرفة تطورها التاريخي، والبحث في وظائف النقود في الفقه الإسلامي والاقتصاد، والتكييف الشرعي للنقود المعاصرة، ومعرفة الآثار الاقتصادية للتسليع.
فللبحث جانبان: جانب نظري يتمثل:في معرفة الأحكام الشرعية للنقودمن خلال التكييف الشرعي لها، ووظائفها، ونظرة الإسلام لدورها.
وجانب واقعي: يتمثل:في معرفة ح
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبــه ومن والاه.
وبعد:
فإن معاملة النقود كسلعة، تباع وتُشترى، ويُتاجر بها من المسائل التي انتشرت في عصرنا، ولم تحظ بالبحث الكافي؛ لهذا أردت بهذا البحث توضيح هذه المسألة من الناحية الفقهية والاقتصادية، ومعرفة حكم الشرع فيها، وآثارها الاقتصادية، والحلول الشرعية.
فقد نشأ عن النظرة إلى النقود كسلعة، معاملات جديدة، وأساليب مستحدثة، كانت مسألة تسليع النقود أهم أو من أهم العوامل وراءها، وكان لابد من بحث يتتبع هذه المسألة ويوضح موقف الشرع منها، مع الأخذ برأي علماء الاقتصاد.
أولاً: الموضوع وأهميته.
يستمد الموضوع أهميته من أهمية النقود ودورها في الحياة، ويزيده أهميةً كون هذه المسألة (تسليع النقود) لم تحظ من الباحثين بالاهتمام الكافي، ولم تفرد ببحث خاص بها –حسب اطلاعي – يدرسها من الناحية الفقهية والاقتصادية، رغم خطورة الموضوع وترتب آثارٍ كثيرة عليه.
فمع تطور الحياة الاقتصادية، وتسارع التطور في أساليب التجارة العالمية وتنوع وسائلها، برزت ظاهرة معاملة النقود كسلعة، متمثلة في تنامي المضاربات على العملات، وتزايد التجارة بالنقود، وخلق أساليب جديدة، وطرق متنوعة للتجارة بالعملة وجعلها مقصودة لذاتها، وإخراجها عن هدفها الأسمى، ووظائفها المنوطة بها، وتحويلها من وسيلة إلى غاية، ومن خادم للاقتصاد إلى مهيمن عليه.
وبهذا أصبحت معاملة النقود كسلعة ظاهرةً كبيرةً لها آثارها الاقتصادية، ونتج عنها معاملات كثيرة، فحجم تجارة العملات يزداد عشرات الأضعاف عن التجارة الحقيقية، و هذه الظاهرة مسءولة عن كثيرٍ من الأزمات المالية، ولها علاقة مباشرة وغير مباشرة بانهيار بعض الاقتصادات الدولية، وبناءاً على هذا كان لزاماً على الباحثين وطلبة العلم أن يدرسوا هذه الظاهرة من وجهة نظر الفقه الإسلامي مقارنةً بالاقتصاد الوضعي في بحثٍ يوضح الموقف الشرعي من هذه الظاهرة، ويبين نظرة الإسلام إلى النقود ودورها في الحياة الاقتصادية، فالتشريع الإسلامي لم يدع شاردةً ولا واردةً إلا وكان لها نصيب من أوامره ونواهيه وإرشاداته.
ثانياً:أهداف البحث.
يهدف البحث إلى توضيح نظرة الإسلام للنقود، وفلسفة الفقه الإسلامي النقدية، من خلال هدف رئيسيٍّ للبحث وهو معرفة هل النقود سلعة في الإسلام أو هل يمكن أن تكون سلعةً أم لا؟ وللوصول إلى هذا الهدف الرئيسي لهذا البحث سيسلك البحث محاور عدة؛ ليصل إلى الهدف المطلوب، وذلك من خلال البحث في تاريخ النقود؛ لمعرفة تطورها التاريخي، والبحث في وظائف النقود في الفقه الإسلامي والاقتصاد، والتكييف الشرعي للنقود المعاصرة، ومعرفة الآثار الاقتصادية للتسليع.
فللبحث جانبان: جانب نظري يتمثل:في معرفة الأحكام الشرعية للنقودمن خلال التكييف الشرعي لها، ووظائفها، ونظرة الإسلام لدورها.
وجانب واقعي: يتمثل:في معرفة ح
Other data
| Title | تسليع النقـود دراسة فقهية اقتصادية | Authors | بدري عبدالواسـع عبدالواحد الروسي | Issue Date | 2016 |
Recommend this item
Similar Items from Core Recommender Database
Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.