التاريخ، الذاكرة والتخيل فى أعمال سيسيل فايزبرو. استعادة الماضى أم كتابة الشهادة ؟

Abstract

لم يتوقف مصطلح ال « تخييل » منذ نشأته عن إثارة الجدل فى الأوساط الأدبية نظراً لمدلوله الذى لا يتوافق مع واقع الحياة المعاشة. وفى ضوء هذا الطرح ينبثق التساؤل عن مصداقية العمل الأدبى إذا ما تطرق إلى حدث تاريخى له وقائع محددة. ففى روايات سيسيل فايزبرو تعمد المؤلفة إلى تقديم تاريخ بديل يتضاد مع ما سطره المؤخرون، وذلك من خلال التطرق إلى إعادة كتابة التاريخ من خلال مصطلح « ما بعد الذاكرة » الذى ابتكرته ماريان هيرش عام 1977م، والذى يشير إلى الذاكرة المتعلقة بجيل لم يشهد الهولوكوست ومع ذلك لديه رغبة حقيقية فى معرفة الحدث التاريخى. وهذه القراءة المغايرة للتاريخ تلزم الباحث بأن يلجأ إلى منهجية قادرة على كشف شبكة المنظومة القيمية التى يتبناها النص، والتى لا تتوافق بالتالى مع التاريخ الرسمى كما سطره المؤرخون. وفى ضوء هذه الجلية التى يطرحها النص من خلال إدخال الحدث التاريخى داخل القصة التخييلية يتضح لنا أن النص هو الذى يلزم القارىء بقراءة محددة ومتحيزة للنص الروائى من خلال التأثير على قناعاته أو من خلال إثارة عاطفته نحو الخطاب الذى تتبناه شخصيات بعينها داخل النص. وإذ أننا نلجأ إلى نظرية التأثير القيمى لفانسيت جوف، فذلك مردوده إلى قدرة هذه النظرية على إيضاح الوسائل التى يلجأ إليها الروائى للتأثير قيمياً على المتلقى كما سيتضح ذلك من خلال دراسة هذا المنحى المنهجى فى خمس روايات للأديبة محل الذكر.