الحرية الإنسانية والمشيئة الإلهية ( دراسة تطبيقية لنماذج مختارة )

Abstract

إن مشكلة الحرية من أقدم المشكلات التى حارت لها الأفهام , فالإنسان فى صراعه الدائم حاول إثبات حريته , فتخيل أن لديه من الإرادة مايستطيع معه ان يبرهن عملياً على حريته , فسرعان ماوقع فريسة لإرادة الفناء التى هى قضاء على كل إرادة.إذا كانت حياتنا تقوم على إفتراض إننا أحرار وإلا أصبحت الحياة عقيمة بلا معنى ولا هدف ولا قيمة ,فلماذا إذن لا نستطيع أن نحقق مانريد وعلى النحو الذى نريده؟ وهل تتعارض حرية الإنسان مع مشيئة الله ؟ من هنا كانت أهمية البحث التى تؤكد علي إنه ليس هناك تعارض بين حرية الإنسان ,وبين مشيئة وقدرة وقضاء الله , وإنما هناك صلة وثيقة بينهما ,فالإنسان قد يريد أن يفعل وإنما لا يستطيع إلا بقدرة يمنحها الله له تجعله مستطيع قادر علي الفعل إضافة إلى زوال الموانع الخارجية . وسوف نوضح هذا من خلال ثلاث محاور : 1- عند المعتزلة لأنهم أكثر من تحدثوا بوضوح وصراحة عن الحرية الإنسانية 2- عند أهل السنة كممثلين للموقف الصائب فى الربط بين حرية الإنسان ومشيئة الله 3-عند سارتر فى محاولة لربط القديم بالحديث والمعاصر لبيان مدى انشغال الفكر الفلسفى بهذه المشكلة ولإظهار أوجه التشابه والإختلاف بين معالجة الفلاسفة المسلمين وبين الفلاسفة الغربيين