مرويات الأعرابيات في اللغة: دراسة ومعجم

Abstract

ملخص بحث "مرويَّات الأعرابيَّات في اللغة: دراسة ومعجم" الحمد لله الذي علَّم وفهَّم، ووفَّق لما هو أهدى وأقوم، ويسَّر ما كان عسيرا وأنعم، اللهم لا أحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك، لك العُتْبى حتى تَرْضَى، ولا حول ولا قوة إلا بك، وأصلي وأسلم على سيدنا محمَّد، المبعوث رحمة للعالمين، بلسان عربي مبين، وبعد: فثمَّة مناهل عدة أخذت عنها اللغة العربية مادتها، منها ما صدر عن خُلَّص الأعراب من أنواع القول – شعرا كان أم نثرا – الذي وسمه الجاحظ (ت 255هـ) بقوله: "إنَّه ليس في الأرض كلامٌ هو أمْتَعُ ولا آنَقُ، ولا ألذُّ في الأسماع، ولا أشدُّ اتصالًا بالعقول السَّليمة، ولا أَفْتَقُ للِّسان، ولا أجودُ تقويمًا للبيان، مِنْ طُولِ استماعِ حديثِ الأعراب العقلاء الفصحاء"( ). ولقد زخرت كتب العربيَّة بأسماء عدد من هؤلاء الأعراب الفصحاء، الذين كان من بينهم نسوة اتصفن بهذه الصِّفة، بل وشاركن في اللغة رواية وتصنيفا، فارتحل إليهن اللغويون؛ ليسمعوا منهن، ويأخذوا عنهن نصوصا كثيرة؛ إذ وجدوهن لظروف قرارهن أثبت لسانا وأكثر حفاظا على اللغة. ومن ثَمَّ تكمن أهمية هذا البحث في البواعث التي دفعتني إليه، وهي: - إماطة اللثام عن شخصيَّات هؤلاء الأعرابيَّات – قدر الطَّاقة – من خلال تقديم صورتهن للقارئ مؤلَّفة من الأخبار المتناثرة عنهن، ومتونهن اللغويَّة المتفرِّقة في بطون كتب العربيَّة. - كشف النقاب عن دور الأعرابيَّات في رواية اللغة؛ خاصَّة أنهنَّ لم يحظين بدراسة تقوم على جمع مروياتهن اللغوية، وبيان أثرها في الدَّرس اللغوي خاصة فيما يتصل بدلالة الألفاظ، وتحديد المجالات الدلالية ""Semantic Fields التي انتظمت في عقدها هذه المرويَّات. - إن أَخْذَ اللغة عن هؤلاء الأعرابيَّات ومشافهتهن موضوع ذو شأن؛ عُنِيَ به العلماء وأهل النَّظر في اللغة منذ القرن الأول الهجري؛ فكانت مرويَّاتهن اللغويَّة من ضمن الرَّوافد التي استقى منها علماؤنا القدامى مادة مصنَّفاتهم، نحو: الفَرَّاء (ت 207هـ)، وأبو زيد الأنصاري (ت 215هـ)، وابن السِّكِّيت (ت 244هـ)، وأبو حاتم السِّجِسْتَانِيّ (ت 255هـ)، وشَمِر بن حَمْدَوَيْه الهَرَوِيّ (ت 255هـ)، والمُبَرِّد (ت 285هـ)، وابن دُرَيد الأَزْدِيّ (ت 321هـ)، وأبو علي القالي (ت 356هـ)، وأبو منصور الأَزْهَرِيّ (ت 370هـ) ... وغيرهم. وإذا أمعنتَ النَّظر في أسماء هؤلاء العلماء الأعلام ظهر لك شأنهم، وعنايتهم بالنَّقل عن هؤلاء الأعرابيَّات وروايتهم عنهن لآية على شأن هذا الموضوع. هذا وقد اقتضى المنهج الوصفي الذي ارتضيته وسيلة لتحقيق هذه الغايات أن تأتي الدراسة على النحو الآتي: المبحث الأول- "الأعرابيَّات الرُّواة، على سبيل الترجمة ": حاولتُ فيه التعريف بالأعرابيَّات الرُّواة من خلال عقد ترجمة لهنَّ، نسجتُها من خلال الأخبار المتناثرة عنهن، ومتونهن اللغويَّة المتفرِّقة في بطون كتب العربيَّة. المبحث الآخر- "المرويَّات اللغويَّة، قراءة وصفيَّة ": عقدتُ فيه دراسة وصفيَّة قامت على استقصاء ما رُوِيَ عنِ الأعرابيَّات من متون لغويَّة وحصره، فكان الحديث عن: عددها، ومصادرها الرَّئيسة، ونَقَلَتها من الأعلام، وموضوعاتها، ومجالاتها الدلالية التي تمثَّلت في خمسة حقول، هي: التَّمائم والعُوَذ، والثِّياب، والحيوان، والطَّعام والشَّراب، والنَّبات والشَّجر. وتوخيا للاختصار وتجنبا للتكرار ضربتُ في كلا المبحثين مثالا أو مثالين من مرويَّات الأعرابيَّات استشهادا على ما عرضتُهُ، مشيرا إلى المزيد من الأمثلة في الهوامش، ومكتفيا بتوثيق هذه المرويَّة أو تلك من مصدرها الرَّئيس فقط من بين المصادر الأخرى التي حوتها، مع عدم ذكر أية تخريجات أخرى تتناول ما ورد في هذه المرويَّات؛ اعتمادا على أن هذه الأمور قد استوفت حقَّها في المعجم. الخاتمة: ورصدتُ فيها أهم النتائج التي وُفِّقت إليها. ثم ألحقتُ الدراسة بمعجم حوى ما وقف عليه الباحث من متون لغويَّة للأعرابيَّات محقَّقة تحقيقا علميًّا، ومرتبَّة على حروف المعجم. ثم أتبعتُ هذا المعجم جداول أربعة، وقائمة بالمصادر التي اعتمدتُ عليها. أسألُ الله  التوفيق والسَّداد فيما قصدتُ إليه من غاية، إنه نعم المولى ونعم النصير.

نشر هذا البحث في: مجلة كلية التربية - القسم الأدبي، العدد (2)، المجلد (21)، 2015، كلية التربية- جامعة عين شمس – القاهرة.