الفكر اللغوي عند أبي محمد الأموي، قراءة في المنهج.

Abstract

ملخص بحث "الفكر اللغوي عند أبي محمد الأموي قراءة في المنهج" الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف رسله سيدنا محمد، وعلى إخوانه المصطفين الأخيار، وآله الأطهار، وصحبه الأبرار، وعلى كل مَنْ سلك سبيله وسبيلهم إلى يوم الدين. وبعد: ففي تراثنا اللغوي أعلام كُثر لهم حظ وافر في خدمة اللغة العربية رواية وتصنيفا، فمنهم من ذاع صيته وانتشر من خلال آثاره التي حفظت لنا آراءه وجهده من عوادي الزمان، ومنهم من لم يُعْرَف ولم يُشْتَهَر لضياع آثاره التي لم يبق منها غير مرويات متناثرة في ثنايا كتب العربية ومعاجمها. وهذه المرويات تبتغي من الباحثين المعاصرين لَمَّ شَتَاتها وجمعَ شَعَثها؛ ليقوم منها مؤلَّف واحد يضمها بين دَفَّتيه، فيحفظ آثار هذه الكوكبة من اللغويين الأعلام، ويحيي في نفوسنا وشائج القربى بهم. ومن هؤلاء أبو محمد الأموي عبد الله بن سعيد، الذي تناول ألوانا من التأليف الشائعة في عصره، بيد أن هذه المؤلفات مفقودة لا نعلم عنها شيئا غير إشارات في بعض كتب التراجم واللغة؛ ومن ثم تكمن أهمية هذا البحث في البواعث التي دفعتني إليه، وهي: - إماطة اللثام عن شخصية أبي محمد الأموي من خلال تقديم صورته للقارئ مؤلَّفة من الأخبار المتناثرة عنه ونصوصه اللغوية المتفرقة في بطون أمهات الكتب. - أنَّ أبا محمد الأموي من متقدمي اللغويين الذين شاركوا في وضع اللبنات الأولى في صناعة المعجم العربي؛ إذ كانت أقواله معينا استقى منه معاصروه ومن جاء بعدهم مادة مصنفاتهم، من نحو: أبي عُبيد القاسم بن سلام، وابن السِّكِّيت، وأبي علي القالي، والأزهري ... وغيرهم. - أنَّ أبا محمد الأموي لم يكن راوية للغة متفردا بألفاظ ومعان لم تُسْمَع من غيره فحسب، بل كان صاحب فكر ومنهج في الدرس اللغوي. هذا ولم يكن العمل في هذا البحث على طرف الثُّمام بل كان عملا مضنيًا، تبلور في بذل مزيد من الجهد في جمع ما تفرَّق من مرويات أبي محمد الأموي في اللغة، وتحرير موادها وتحقيقها؛ لتتوافر لدينا مادة لغوية نستطيع من خلالها رسم صورة واضحة القسمات لشخصية صاحبنا ومنهجه في الدرس اللغوي. وقد اقتضى المنهج الوصفي الذي ارتضيته وسيلة لتحقيق هذه الغاية أن تأتي الدراسة على النحو الآتي: المبحث الأول: وهو بعنوان "أبو محمد الأموي"، وعُنِيَ بالحديث عن حياة أبي محمد الأموي من حيث: اسمه، وكنيته، ونسبه، ومولده، وأسرته، وآثاره، ووفاته، وشيوخه، وتلاميذه، ومكانته العلمية وآراء العلماء فيه. المبحث الآخر: وهو بعنوان "منهج أبي محمد الأموي في اللغة"، وعُني بالحديث عن منهجه في أخذ اللغة عن العرب وروايتها، ومنهجه في ضبط الألفاظ، ومعالجتها، وشرح دلالتها، واستخدام وسائل الإقناع بمفهوم اللفظ وتقرير معناه. أسأل الله التوفيق والسداد فيما قصدت إليه من غاية علمية، إنه نعم المولى ونعم النصير. نشر هذا البحث في: مجلة كلية التربية - القسم الأدبي ، العدد (3)، المجلد (19)، 2013، كلية التربية- جامعة عين شمس – القاهرة.