- ملامح التفسير اللغوي عند الإمام جابر بن زيد (ت 93هـ)

Abstract

وقف هذا البحث عند الإمام جابر بن زيد، حيث حصل أوليات علمه، ثم ارتحل إلى البصرة بعد تمصيرها بقليل، فأخذ فيها العلم عن عدد كبير من الصحابة، ولزم ابن عباس فكان طريقًا موثقة لمروياته في التفسير والفقه. تناول التمهيد من هذا البحث تعريف التفسير اللغوي، ونشأته، وضوابطه، مبينًا أهمية اللغة كمصدر من مصادر التفسير. وتناول المبحث الأول الإمام جابر بن زيد؛ ليسبر أغوار تكونه العلمي، ويتتبع ثمرة علمه من طلابه الذين رووا عنه، ومصنفاته التي لم يصلنا منها إلا القليل. وانتهى المبحث الثاني إلى الوقوف على ملامح التفسير اللغوي عند الإمام جابر بن زيد. مشفوعًا بخاتمة فيها أهم النتائج ومنها: أن الإمام جابر بن زيد حصل علوم الصحابة من لدن أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها- إلى أبي هريرة، ملازمًا ابن عباس  فكانت طريقه في الرواية عن ابن عباس من أوثق طرق النقل عنه وأصحها كما قال ابن حزم؛ ومن ثم فقد يكون لهذه الرواية فصل الخطاب فيما وقع من جدل حول تفسير ابن عباس وما ادعي عليه من"تنوير المقباس"والكلام الدائر حول كون طريق على بن طلحة أعلاها وأوثقها على الإطلاق. كما أظهرت هذه الدراسة أن التفسير اللغوي الذي ظهر قبل تصنيف المعاجم العربية كان معينًا ثرًّا لكثير من مادة هذه المعاجم، وأنها نقلت عنه كثيرا جدًا من معاني المفردات القرآنية متكئة على ما زادت من شواهد. وقد أسست حركة التفسير اللغوي لنشوء واحد من أهم علوم القرآن هو علم غريب القرآن الذي استقل فيما بعد بالتصنيف. وظهر غير مرة أثر الخلاف في التفسير اللغوي على الحكم الفقهي، وهو ما يعني أهمية كبرى للتفسير اللغوي. تداولت أكثر المعاجم وكتب الغريب المعول عليها في التفسير اللغوي مقولات الإمام جابر في التفسير اللغوي؛ ذلك لأنها نبعت من معين ابن عباس أول من أسس لهذا العلم بعد النبي.