جهود الخليل بن أحمد الفراهيدي في تأسيس علم معاني القرآن

Abousetta, Ihab;

Abstract


يهدف هذا البحث إلى الوقوف على دور الخليل في تأسيس علم معاني القرآن في شطرها الأول؛ أعني شطر المعالجة المعجمية للمفردة القرآنية بما يتفرع عن هذه المعالجة من أنماط.
يحاول هذا البحث الإجابة عن السؤال التالي:
كيف كانت الإرهاصات المبكرة لدرس اللغة من خلال مفردات القرآن (إتمولوجيا القرآن) Qur'anic Etymology في معجم العين؟
المنهج والإطار النظري:
يقوم هذا البحث على الرصد التحليلي لمقولات الخليل في المفردات القرآنية؛ بغية التعرف على دوره في تأسيس معاني القرآن. ترتكز الدراسة على التقاطع علم اللغة التاريخي (Historical Linguistics)، وعلم اللغة الوصفي (Descriptive Linguistics)وترتكز أيضًا في جانبها التحليلي على مستوى المفردات (Vocabulary)؛ حيث الاهتمام بدراسة الكلمة، ومعرفة أصولها وتطورها التاريخي ومعناها واستعمالها، ويدخل تحته الاشتقاق (Etymology)، ويدرس تاريخ الكلمات، والدلالة (Semantics) ويدرس معاني الكلمات، والمعجم (Lexicography)، ويستمد من تاريخ الكلمات، والدلالة، كما يهتم بنطق الكلمة.
للخليل حهوده في درس المفردة القرآنية، من حيث تعرُّف دلالتها، واشتقاقها، والاستشهاد على ذلك بكلام العرب، وهي الإجراءات الأولية لعلم الإتمولوجي (Etymology) ومَن تأمَّل جهود الخليل في (إتمولوجيا القرآن) Qur'anic Etymology)) قدَّمها، وردَّ ما زعمه بعض المستشرقين من ريادة يهودَ في الإتمولوجيا عامة والمقارنة منها (أو الممتدة) (Extended Etymology) خاصة حيث يورد في الصدارة جهود سعديا جاءون (ت942م) في كتابه: (أصول الشعر العبراني)، ويهودا بن قريش (ق:10م) في كتابه: (الرسالة)، وابن بارون السرقسطي (ت:1100م) في كتابه: (الموازنة بين اللغة العبرانية واللغة العربية)، ولا يشير لغيرها؛ ما يشعر أنها عنده مقدَّمة رائدة لم تسبق، بل ينص على أن ((المرويات اليهودية في البيئة العربية قد حازت قصب السبق بما يزيد على سبعمائة سنة على الأقل مقارنة بما في اللغات الهندوأوروبية)) يريد بذلك أنها سبقت إسهامات جوتفريد ليبنز (ت1716م) في الإتمولوجيا المقارنة للغات الهندوأوروبية بهذه القرون السبعة.
معالجة المفردة القرآنية في (العين) طرائق شتى؛ لعل أهمَّها: بيانُ دلالة المفردة مستشهدًا بكلام العرب، والنظرُ في بعض القراءاتِ، واللهجاتِ، وبيانُ اشتقاق المفردة (Derivation)، وتحليلُ بنيتها الصرفية ...إلخ، لكنْ قلَّ أنْ يظهر عنده الدرس المقارن(The Comparative research) بغيةَ بيان المعرَّب من ألفاظ القرآن (Loanwords)، مما يدخل في الإتمولوجيا المقارنة. نعم، لم تكن معالجة (العين) للمفردة القرآنية الأولى زمنيًا( )، لكنه أول معجم - بالمعنى الدقيق: مادةً وتنظيمًا ومعالجةً- تضمن هذا الدرس المستقصِي للمفردة القرآنية، وكان صورةً دقيقة لما يديره النحاة من درس حول المفردة القرآنية في نهايات القرن الثاني الهجري انتهى البحث إلى النتائج التالية: 1- يقدم محتوى (العين) صورةً دقيقة للفكر النحوي في القرن الثاني الهجري ودرسه للمفردة القرآنية. وهو أول معجم من حيث المادة والتنظيم والمعالجة يتضمن درس المفردة القرآنية، من حيث تعرُّف دلالتها، واشتقاقها، والاستشهاد على ذلك بكلام العرب، وهي الإجراءات الأولية لعلم الإتمولوجي (Etymology)؛ ما يضعه بين المصادر العربية الأُوَل التي تستمد منها (الإيتمولوجيا القرآنية Qura'anic Etymology). كما ظهر قليلًا في (العين) درسٌ مقارنٌ (Comparative research) بغيةَ بيان المعرَّب من ألفاظ القرآن (Loanwords)، وهو ما يدخل في الإتمولوجيا المقارنة أو الممتدة.
2- بلغت مواضع المعالجة المعجمية للمفردة القرآنية في (العين)؛ نحو خمسمائة وثلاثة وسبعين موضعًا. توزعت بين الأنماط الكبرى التالية: المعنى المعجمي في ثلاثمائة وسبعة وأربعين موضعًا بنسبة ستين بالمائة، وهي أعلى نسبة بين أنماط المعالجة المعجمية وهو أمر طبعي بل هو لازم في معجم. ثم القراءات في واحد وخمسين موضعًا بنسبة تسعة بالمائة، يليها في النسبة التصريف في خمسة وأربعين موضعًا بنسبة ثمانية بالمائة، فالنقول في أربعين موضعًا بنسبة سبعة بالمائة، فالمعاني المجازية في ثلاثة وثلاثين موضعًا بنسبة ستة بالمائة، ثم الأدوات في تسعة عشر موضعًا بنسبة ثلاثة بالمائة، فاللهجات في سبعة عشر موضعًا بنسبة قاربت الثلاثة بالمائة، ثم الإسرائيليات في عشرة مواضع بنسبة قاربت اثنتين بالمائة، والمعرب في ستة مواضع بنسبة واحد بالمائة، وأخيرًا أسباب النزول في خمسة مواضع بنسبة قاربت الواحد بالمائة.
6- تضمنت هذه الأنماط الكبرى أنماطًا فرعية تحتها وتفصيل ذلك على النحو التالي:
- المعنى المعجمي وهو ثلاثمائة وسبعة وأربعين موضعًا توزعت على النحو التالي: الاستشهاد بالمفردة القرآنية على المعنى المعجمي في مائة وأربعة وتسعين موضعًا بنسبة قاربت ستة وخمسين بالمائة، وبيان المعنى المعجمي للمفردة القرآنية في مائة وتسعة عشر موضعًا بنسبة تجاوزت أربعة وثلاثين بالمائة، ثم الإشارة لمعنى المفردة القرآنية في أربعة وثلاثين موضعًا بنسبة قاربت العشرة بالمائة.
- القراءات: وهي واحد وخمسون موضعًا في العين توزعت على نمطين من المعالجة: الأول: دلالة القراءة في ستة وأربعين موضعًا بنسبة جاوزت التسعين بالمائة، والثاني: عزو القراءة في خمسة مواضع بنسبة قاربت العشرة بالمائة.
- التصريف: وهو خمسة وأربعون موضعًا في العين، توزعت على الأنماط التالية: التوجيه الصرفي في سبعة وعشرين موضعًا بنسبة ستين بالمائة. والاشتقاق في عشرة مواضع بنسبة جاوزت اثنتين وعشرين بالمائة، وضبط البنية في ثمانية مواضع بنسبة قاربت ثمانية عشر بالمائة.
- النقول: وهي أربعون موضعًا تنوعت بين النقل عمن أبهم ذكره في واحد وعشرين موضعًا بنسبة تجاوزت اثنتين وخمسين بالمائة، والنقل عن المفسرين في سبعة عشر موضعًا بنسبة تجاوزت اثنتين وأربعين بالمائة، ثم النقل عن الأعراب في موضعين بنسبة خمسة بالمائة، وكذلك النقل عن اللغويين في موضعين أيضًا بنسبة خمسة بالمائة. [الجدول الخامس والشكل التوضيحي الخامس].
- المعاني المجازية: وهي ثلاثة وثلاثون موضعًا تقاسمتها المعاني البعيدة للمفردة القرآنية في عشرين موضعًا بنسبة قاربت واحدا وستين بالمائة، ثم المعاني القريبة في ثلاث عشرة موضعًا بنسبة جاوزت تسعة وثلاثين بالمائة. [الجدول السادس والشكل التوضيحي السادس].
- الأدوات: وهي تسعة عشر موضعًا، ذكر منها نظر الأدوات بعضها لبعض في المعنى في ثمانية مواضع بنسبة تجاوزن واحدا وأربعين بالمائة، ووقوع بعض الأدوات زائدة في ستة مواضع بنسبة قاربت اثنتين وثلاثين بالمائة، وأخيرا تركيب بعض الأدوات في خمسة مواضع بنسبة جاوزت ستة وعشرين بالمائة.
- اللهجات العربية: وهي سبعة عشر موضعا عزا فيها بعض المفردات القرآنية لقبائل عربية بعينها وذلك في سبعة مواضع بنسبة قاربت اثنتين وأربعين بالمائة، وعرض للضبط اللهجي للمفردة القرآنية في خمسة مواضع بنسبة جاوزت تسعة وعشرين بالمائة، وكذلك فاضل بين اللهجات الواقعة للمفردة القرآنية في خمسة مواضع بنسبة جاوزت تسعة وعشرين بالمائة أيضًا.
- الإسرائيليات: وهي عشرة مواضع عرض منها لأخبار الأمم السابقة في ستة مواضع بنسبة ستين بالمائة، وعرض للغيبيات في أربعة مواضع بنسبة أربعين بالمائة.
- المعرب: وهو ستة مواضع، عزا فيها مفردات قرآنية إلى الحبشية والأفريقية، والسريانية، والنبطية، والعبرانية، والبربرية، مرة لكل واحدة بنسبة سبعة عشر بالمائة لكلٍ.
7- تقدم هذه الأنماط معالجة معجمية تنضوي على جل الأنماط التي ارتضاها البحث في تعريف (معاني القرآن)، في شطرها الأول؛ مما يضع العين والخليل بين مؤسسي معاني القرآن. ويتبقى درس جهود الخليل في الشطر الثاني من معاني القرآن؛ أعني شطر التراكيب القرآنية، وهو ما سيكون موضع بحث آخر إن شاء الله.


Other data

Title جهود الخليل بن أحمد الفراهيدي في تأسيس علم معاني القرآن
Authors Abousetta, Ihab 
Keywords الخليل، الفراهيدي، معاني القرآن، العين، غريب القرآن، القرن الثاني الهجري
Issue Date 2011
Publisher كلية دار العلوم، جامعة القاهرة
Journal مجلة كلية دار العلوم - جامعة القاهرة 
Conference المؤتمر الدولي السابع لقسم النحو والصرف والعروض، كلية دار العلوم، جامعة القاهرة 2011م 
ISSN 1110-581X

Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 265 in Shams Scholar
downloads 70 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.