فعالية برنامج علاجى معرفى سلوكى في خفض حدة قلق المستقبل وتحسين الشعور بفاعلية الذات لدى عينة من الشباب الجامعى

Ramez, Dr.mahmoud;

Abstract


تتميز مرحلة الشباب فى الجامعة بخصائص نفسية واجتماعية، تجعلها من أهم المراحل فى حياة الإنسان، ولذا يجب التعرف على الظروف التى يعيشها هؤلاء الشباب فى ظل هذا التغيير وتحديات العصر وضغوط الحياة، وسرعة وكثرة المكتشفات الحديثة وتأثير التكنولوجيا المتقدمه والتى بدورها جعلت جميع الحضارات والثقافات تتداخل مع بعضها البعض مما جعلهم أكثر الفئات عرضه لإكتساب القلق.
وأكثر ما يثير القلق لدى الشباب الجامعى هو قلق المستقبل وهو أحد أنظمة القلق التي بدت تظهر على السطح أي لواقع الحياة نتيجة الظروف الاقتصادية السيئة فى المجتمع من ازمة السكن ، وارتفاع الاسعار، وغياب العدالة التوزيعية ، وقلة فرص العمل لخريجى الجامعات والمعاهد ، وارتفاع سن الزواج ، وعدم قدرة الشباب علي تحمل مصاريف تكوين أسرة، وقد أثبتت الدراسات أن غالبية الشباب الجامعى لديهم ترقب وخوف وفقدان للأمل في المستقبل يكون هذا نابعا من عدم قدرتهم علي التغلب على هذه الظروف لحل مشكلاتهم وتحقيق أهدافهم فى الحياة .
ويرى الباحث أن الشباب الجامعى لديهم كثير من المجالات التي يمكن أن تظهر لهم حالات من القلق المستقبلي منها المجال الاجتماعي ، والمجال الاقتصادي ، ومجال العمل ، والمجال الصحي ، ومجال المجهول ، ومجال الموت ، والمجال المهني ، والمجال الأكاديمي وغيرها. ولقلق المستقبل تأثير سلبي على سلوك وشخصية الشباب الجامعى، وهذا بدوره يؤثر وبشكل سلبي على حياتهم وتطلعاتهم للمستقبل ليجعل منهم أشخاصاً في عزله وحزن وتشاؤم، ويعيشون ليومهم بأجواء من الخوف والقلق وإدراك العجز وفقدان السيطرة على الحاضر، والتشاؤم لما سيأتي به المستقبل وما يخبئه لهم المجهول، ويحيون حياة تفتقر لحالات التغيير والتطور للاحسن، وبهذا يكونوا غير قادرين على تحقيق ذاتهم.
ويفسر قلق المستقبل معرفياً لدى الشباب على إنه حالة من التوتر وعدم الراحة والخوف بسبب التمثيل المعرفي للمستقبل ؛ حيث أن لقلق المستقبل مكونات معرفية قوية، أي إنه معرفي أكثر من كونه انفعاليا (المعرفة أولاً ثم القلق)، ويعتبر التمثيل المعرفي هو أساس قلق المستقبل لدى الشباب نتيجة بعض الأفكار اللاعقلانية المتمثلة في التقييم السلبي للذات ، وعدم الثقة في النفس ، وتوقع الفشل والخوف من المستقبل ، ويعتمد (قلق المستقبل) أيضاً على القدرة الذاتية لديهم والتي تساعدهم على مواجهة مختلف مواقف الحياة الضاغطة والمطالب الصعبة المتنوعة فى الحياة لانجاز أهدافهم الشخصية.
وقد شهدت السنوات الاخيرة اهتماما متزايداً فى مجال الصحة النفسية بدراسة علم النفس الايجابى Positive Psychology ، والمتغيرات المرتبطة به مثل فاعلية الذات ، والذى يبحث فى الجوانب الايجابية فى حياة الفرد بعد أن تجاهل علماء النفس لفترات طويلة الجوانب الايجابية لدى الإنسان وكان كل اهتمامهم بالجوانب السلبية . ومفهوم فاعلية الذات من منظور الصحة النفسية وعلم النفس الايجابى يركز على مكامن القوة فى بنية الإنسان التى تحقق الاستقرار النفسى والتمكن الشخصى وحسن الحال الذاتى فى الحياة من خلال التفكير الواقعى للتعامل مع مشكلات الحياة وتحدياتها ومهامها وتعزيز الصحة النفسية فى أبعادها العاطفية والوجدانية والوجودية وصولا إلى الرضا والتفاؤل والأمل فى المستقبل.
ومن هنا يعد مفهوم فاعلية الذات Self Efficacy من المتغيرات النفسية الهامة التي توجه سلوك الفرد وتسهم في تحقيق أهدافه الشخصية والتغلب على قلق المستقبل. وقد اشتقت فاعلية الذات من النظرية المعرفية الاجتماعية التي وضع أسسها ألبرت باندورا Albert Banduraوالذى ذكر فيها مبدأ الحتمية المتبادلة Reciprocal determinism الذى يعد محوراً أساسيا تدور حوله نظريته؛ حيث أكد على أن سلوك الفرد والبيئة والعوامل الاجتماعية تتداخل بدرجة كبيرة ، فالسلوك الإنساني في نظره يتحدد تبادليا بتفاعل ثلاث مؤثرات: العوامل الذاتية ، والعوامل السلوكية، والعوامل البيئية. وطبقاً لهذا المبدأ فإن سلوك الإنسان الظاهر لا ينتج فقط من القوى الداخلية مثل المعتقدات والأفكار والإدراكات الذاتية، والتكوين البيولوجى فقط ، كما لا ينتج كذلك عن المؤثرات البيئية وحدها ، وإنما هونتاج التفاعل بينهم .

ويتضح أهمية إمداد الشباب الذين يعانون من قلق المستقبل بالمهارات الأساسية لتحسين الشعور بفاعلية الذات للتعامل مع مشكلات الحياة وضغوطها وضبط الانفعالات والثقة بالنفس واتخاذ القرار وإدارة الوقت والتعامل مع الأخرين لتوفر فرصاً للنمو والارتقاء، والاستفادة من إمكاناتهم وقدراتهم ، مما ينعكس بالإيجاب على شخصيتهم ونظرتهم لأنفسهم فى التحكم فى البيئة المحيطة لتحقيق أهدافهم الشخصية وخفض حدة قلق المستقبل لديهم من خلال العلاج النفسى . بالكلمة والحوار .. والاستماع والفهم والشرح والتدعيم والمساندة والتعاطف والنصيحة والمشورة وإعادة تنظيم طريقة التفكير وأسلوب الحياة والتخطيط للمستقبل لمواجهة مشكلات الحاضر والتخلص من آثار الماضى .
ويعد العلاج المعرفي السلوكى تطوراً حديثاً من العلاج النفسى يجمع بين عناصر الديناميكية النفسية والتي تركز على محددات السلوك الأساسية التى تكمن داخل الفرد في هيئة دوافع ورغبات، وتأثير الأحداث الخارجية ومن ثم يقبل الاتجاه المعرفي السلوكي كلاً من الأسباب الداخلية والخارجية حيث يؤثر كل منهما في الآخر.
وفى ضوء ما سبق تسعى الدراسة الحالية إلى تقديم برنامج علاجى معرفى سلوكى يتضمن بعض الفنيات المعرفية والسلوكية لخفض حدة قلق المستقبل وتحسين الشعور بفاعلية الذات لدى الشباب الجامعى.


Other data

Title فعالية برنامج علاجى معرفى سلوكى في خفض حدة قلق المستقبل وتحسين الشعور بفاعلية الذات لدى عينة من الشباب الجامعى
Authors Ramez, Dr.mahmoud 
Keywords فاعلية الذات - قلق المستقبل - العلاج المعرفى السلوكى
Issue Date 1-Apr-2013
Publisher مركز الارشاد النفسى جامعة عين شمس
Journal مجلة مركز الارشاد النفسى جامعة عين شمس المؤتمر السنوى السابع عشر مج1،ع1 
Conference المؤتمر السنوى السابع عشر 
Description 
بحث قدم فى مؤتمر السنوى السابع عشر لمركز الإرشاد النفسى بعنوان الإرشاد النفسى والإعلام نحو صحة نفسية أفضل للمجتمع

Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 465 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.