الكتابة التاريخية فى عصر دولة المرابطين فى المغرب والأندلس

Anwar, Nashwa;

Abstract


تناولت الدراسة " الكتابة التاريخية فى المغرب والأندلس خلال عصر المرابطين " حيث
تناول التمهيد بواكير الكتابة التاريخية فى بلاد المغرب والأندلس قبل القرن الرابع الهجرى /
العاشر الميلادى ، كما تحدث أيضا عن تطور الكتابة التاريخية فى الفترة الممتدة من منتصف
القرن الرابع الهجرى / العاشر الميلادى وحتى عصر المرابطين .
تناول الفصل الأول العوامل المؤثرة فى الفكر التاريخى لدى مؤرخى عصر المرابطين ، وتم
من خلاله بيان الوضع الطبقى لمؤرخى العصر وإنتمائتهم وثقافاتهم العامة ، وتأثير ذلك على
كتاباتهم التاريخية .
وعرضنا فى الفصل الثانى موضوعات الكتابة التاريخية خلال عصر المرابطين وما تطرق
إليه مؤرخو العصر من موضوعات الكتابة التقليدية فى مجال الكتابة التاريخية ، بالإضافة إلى
تناولهم موضوعات مستحدثة طرقها مؤرخو العصر وعملوا على تطويرها .
و خصص الفصل الثالث لدراسة المرجعية التاريخية لمؤرخى العصر ومن خلاله تم التعريف
بأهم المصادر التى إعتمد عليها مؤرخو العصر فى إستقاء مادتهم العلمية وتنوعها من مصادر
مشرقية ومغربية وأجنبية ؛ كما أثبتت الدراسة استخدام المؤرخين لكل المصادر والمرجعيات
المتاحة لهم فى كتاباتهم ؛ من روايات شفهية ومؤلفات سابقة .
كما أوضحت الدراسة خلال الفصل الرابع المناهج المختلفة التى سلكها مؤرخو المغرب
والأندلس خلال العصر المرابطى ، والتى لم تخرج فى مجملها عن المناهج المتبعة فى باقى
الأقطار الإسلامية ؛ كالمنهج الحولى ، والمنهج الموضوعى أو الجمع أحيانا بين المنهجين .
و كشفت الدراسة عن أسلوب المؤرخين السهل والبسيط وتوظيفهم لكل العناصر المتاحة أثناء
عرضهم للمادة التاريخية من آيات قرآنية وآحاديث نبوية ، وأشعار وغيرها من الإقتباسات
الهامة.
كما عرضت الدراسة رؤى المؤرخين المختلفة ، وتفسيراتهم التاريخية ، بالإضافة إلى توضيح
مقاصد المؤرخين وغاياتهم من الكتابة التاريخية والتى تعددت إلى مقاصد تربوية إرشادية
ومقاصد معرفية عند المؤرخين ، وأوضحت الدراسة إنحياز معظم المؤرخين إلى مذاهبهم
وتعصبهم لها فى كتاباتهم .
وأظهرت الدراسة أثر المذهبية فى كتابات مؤرخى العصر ، وهو ما ظهر فى تعصب بعض
المؤرخين على أصحاب المذاهب المخالفة لهم ، وتبين من خلال الدراسة أيضا أثر الثقافة
الموسوعية لمؤرخى العصر فى تناولهم الجوانب المتعددة من موضوعات علم التاريخ وإحداث
تطور واضح بها .
من خلال دراستنا لموضوع الكتابة التاريخية فى المغرب والأندلس خلال عصر المرابطين
توصلنا للعديد من النتائج من أهمها :
3
3
إن النظرة المتأنية للعهد المرابطى تكشف للباحث وجود تطور فى الفكر التاريخى والثقافة
خلال العصر المرابطى بوجه عام وانتشار أهله بدليل الأسماء الكثيرة من الفقهاء والمؤرخين
والشعراء الذين حفلت بهم تلك الحقبة .
إن المكانة العالية والنفوذ الواسع الذى تمتع به العلماء فى العهد المرابطى جعلت منهم فئة
مؤثرة فى المجتمع ذات نصيب كبير فى توجيهه، ومشاركة فى القرارات والتوجيهات بل فى
بعض الأحيان طامحة إلى ما هو أكثر من ذلك وهو أن تكون صاحبة القرار .
توصلنا إلى حقيقة أن العلماء فى العهد المرابطى كانوا يشكلون طبقة اجتماعية نشطة وفاعلة
أثرت فى التاريخ السياسى لمنطقة المغرب والأندلس .
توصلت الدراسة أن المرابطين لم يكونوا بدو جحفل ليست لديهم حضارة كما زعم عبد الواحد
المراكشى وغيره من المؤرخين معتمدين عليه، ولكنهم أهل حضارة نشطت فى عصرهم الثقافة
والعلوم المختلفة وظهر فى عصرهم الكثير من الأدباء والشعراء والفقهاء والمؤرخين الذين أغنوا
الحياة الفكرية بما قدموه من مؤلفات شتى فى مختلف المجالات وإن كان الدافع الدينى هو الأساس
الذى قامت عليه ثقافتهم .
أثبتت الدراسة إنه وجد خلال العصر المرابطى عدد من المؤرخين الذين كان منهم المحدث
والفقيه والأديب والكاتب والطبيب، وكان بعضهم صاحب ثقافة موسوعية شملت عدة جوانب من
المعرفة، وإزدهرت بفضلهم الكتابة التاريخية فى ذلك العصر خصوصا فى عهد يوسف بن
تاشفين وابنه على بن يوسف، حيث ساعد تشجيع هؤلاء الأمراء بفضل توليتهم بعض المناصب
الهامة فى الدولة إلى إطلاعهم على أدق التفاصيل الخاصة، الأمر الذى جعل كتاباتهم مرآة صادقة
لأحداث العصر، فجائت كتاباتهم معبرة عن أحداث العصر المرابطى .
كما أظهرت الدراسة أثر المذهبية فى كتابات مؤرخى العصر، وهو ما ظهر فى تعصب بعض
المؤرخين على أصحاب المذاهب المخالفة لهم، وتبين من خلال الدراسة أيضا أثر الثقافة
الموسوعية لمؤرخى العصر فى تناولهم الجوانب المتعددة من موضوعات علم التاريخ وإحداث
تطور واضح بها .
بينت الدراسة أيضا كثرة المصنفات التى تناولها مؤرخى العصر المرابطى، حيث تناولوا
موضوعات مختلفة من حديث وفقه وأدب وتاريخ وجغرافيا وهو ما يدل على الثقافة الموسوعية
لمؤرخى ذلك العصر والتى أهلتهم لأن يخوضوا فى مختلف الموضوعات التاريخية، وإن كانت
الصفة الغالبة على هذه الكتابات هى الصفة الدينية حيث كان الدين هو الأساس التى قامت عليه
دولة المرابطين .
4
4
ومن خلال دراسة مواضيع الكتابة التاريخية أوضحت الدراسة أن مؤرخى المرابطين طرقوا
الموضوعات التقليدية لعلم التاريخ وقاموا بتطوير بعضها، كما أثبتت الدراسة استحداثهم
موضوعات جديدة فى الكتابة التاريخية .
قدمت الدراسة أيضا حصراً للمصادر المتنوعة التى اعتمد عليها مؤرخو عصر المرابطين فى
كتابة مؤلفاتهم والتى تنوعت ما بين مشاهدات عينية ومشافهات ومساءلات وسماع، إضافة إلى
عدد كبير من الوثائق، بالإضافة إلى غعتمادهم على الكثير من المؤلفات السابقة سواء العربية أو
الأجنبية .
أبرزت الدراسة المناهج المتعددة التى اتبعها مؤرخو العصر فى كتاباتهم التى لم تخرج عن
حيز من سبقوهم، كما أوضحت الدراسة مستويات تعبيرهم اللغوى والأسلوب المتبع فى كتاباتهم،
واهتمامهم بالإقتباس من القرآن والأحاديث والاستشهاد بالشعر .
كما كشفت الدراسة عن الرؤية التاريخية لمؤرخى العصر، فأثبتت تعدد غاياتهم ومقاصدهم ما
بين غايات معرفية وغايات إرشادية تربوية .


Other data

Title الكتابة التاريخية فى عصر دولة المرابطين فى المغرب والأندلس
Authors Anwar, Nashwa 
Issue Date 26-Mar-2014

Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 54 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.