بطلان القرارات الصادرة في التحكيم (دراسة مقارنة)

Abstract

يعد التحكيم طريقا موازيا للقضاء العادي ينعقد بإرادة الخصوم؛ لإنهاء نزاع ما قد ثار أو يثور بينهم مستقبلا بينهم. فالتحكيم يعد قضاء خاصا، والتحكيم معروف قبل الإسلام وبعده ، فعد التحكيم سببا لتحصيل المصالح المشروعة بين الناس ودفع المفاسد التى تطرأ عليهم فى تعاملاتهم المعتبرة، وعليه فإن ولاية المحكم فى الخصومة التحكيمية ولاية خاصة قاصرة على النزاع محل التحكيم دون غيره. وعلى الرغم من أن التحكيم كان من أقدم الوسائل القانونية لفض المنازعات، إلا أنه تراجع أمام مفهوم السلطة الذى اضطلعت به الدولة ونظمته بواسطة القضاء، فمع ظهور المجتمعات المنظمة وتشكل الدول بمفهومها الحديث، قامت السلطة فى كل مجتمع باحتكار الوظائف العامة اللازمة لإرساء النظام والعدل وفض المنازعات، ومع ذلك لم يندثر التحكيم، بل على العكس تطور بشكل ملحوظ وعاد ليزدهر فى وقتنا الحاضر، حتى أصبح من أهم الوسائل وأقدرها على حل المنازعات وأقربها إلى العدل.