" أطر معالجة البرامج الإخبارية المقدمة في الفضائيات العربية المتخصصة للتحول الديمُقراطي في مصر واتجاهات النخبة نحوها" (أحداث ثورة 30 يونيو نموذجاً). دراسة مسحية

Abstract

في أواخر عام 2010 ومطلع عام 2011 اندلعت موجات عارمة من المظاهرات والاحتجاجات الشعبية في مختلف أرجاء الوطن العربي، بدأت بالثورة التونسية – أو ثورة الياسمين كما يطلق عليها البعض - التي انطلقت شراراتها في 17 ديسمبر 2010، حيث اعُتبرت بمثابة الوقود الذي أشعل التظاهرات في عدة أقطار عربية، وبعد نحو عشرة أيام من سقوط النظام التونسي، وبعد دعوات أطلقها نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت، تظاهر الآلاف من المصريين في 25 يناير 2011 مطالبين بالاصلاحات ثم برحيل نظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهت المتظاهرين، فإنهم لم يتراجعوا وواصلوا الاحتجاجات في أغلب المدن المصرية، ولم تفلح سياسات التهديد والإغراء التي انتهجها نظام الرئيس الأسبق مبارك في إيقاف المظاهرات الحاشدة التي نجحت في الإطاحة به في الحادي عشر من فبراير 2011 بعد 18 يوماً من انطلاقها. وبذلك أفرزت تلك المظاهرات مناخاً مغايراً في المنطقة العربية لم تشهده من قبل على مدار عقود طويلة، فبعد أن بات العالم العربي بعيداً عن التغيير والتحول الديمقراطي، صار يتسم بالحراك السياسي مع بدايات تفكك الأنظمة الحاكمة بعد سلسلة من الاحتجاجات والانتفاضات الشعبية، والتى بدأت في تونس ومصر ثم في ليبيا، والأردن، والبحرين، واليمن، والعراق، وعمان، وسوريا، وذلك تزامناً مع سقوط قادة ورؤساء الدول العربية الذين ظلوا على سدة الحكم لعقود طويلة. ومع تلاحق الأحداث وغياب الخبرة السياسية لدى أطراف عدة جاءت ثورة 30 يونيو لتصحح المسار لثورة 25 يناير، والتي تحرك فيها الشعب المصري بوعي شديد ضد جماعة الاخوان والمخطط الذي وُضع من أجل نشر الفوضى في البلاد، لتصبح تلك الثورة نقطة تحول هامة كان من أبرز نتائجها انتصار إرادة الشعب بعد قرار الجيش المصري بالانحياز للشعب وثورته.