المسئولية المدنية للمحكم " دراسة مقارنة "

بهاء أحمد محمد الياس;

Abstract


إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من مفاسد أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسوله صل الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد :
فالإنسان مدنيٌّ بطبعه، يجتمع بغيره، ويتعامل معه، ومن طبيعة الحياة حصول المنازعات والخصام بين الناس فيها، في علاقاتهم وتعاملاتهم؛ مِن أجل ذلك وُجِدَ القضاءُ الذي يهدف إلى الفصل في هذه الخصوماتِ، ومنعِ الظلم، وإيصال الحقوق لأصحابها، وبجانب القضاء شُرِعَ التحكيمُ، وهو قضاءٌ من نوع خاص، وهذا النوع يعدُّ من أقدم الوسائل التي عرفَتها البشريةُ في فضِّ المنازعات إلى جانب القضاء والصلح، ولقد عمدَت معظم الدولُ إلى تنظيم هذه الوسيلة كجزء من التنظيم القضائي العامِّ فيها.
ويسعيِ أطراف النِّزاع إلى إنهاءِ خلافاتهم بأسرعِ وقتٍ وشكل يحفظ أسرارهم، وعلى يد متخصصين يملكون الخبرةَ في طبيعة النِّزاع، ويتَّسمون بالعدالة والنزاهة، يدعونهم بالمحكمين .
ولذلك يعتبر المحكَّمين أو المحكم هو حجر الأساس في نظام التحكيم، وهو مِحور العملية التحكيمية، ويُناط به جملةٌ من الشروط والالتزامات تجاهَ أطرافِ النِّزاع، حتى يحقِّق الهدفَ المرجوَّ منه بكل حياديَّة، وأمانة، وموضوعية.
ونظرًا إلى ما قد يَصدرُ من المحكَّم - أثناء قيامه بواجباته وأعماله - تجاه أطراف النزاع من أخطاء وتصرفاتٍ قد تلحقُ الضرر بأحد أطراف النِّزاع، الأمر الذي يترتب عليه قيامُ مُنازعاتٍ ومناقشاتٍ تصلُ إلى القضاء للفَصل فيها، وهنا يثُور لدى كثيرٍ من المهتمين تساؤلات عن كيفية قيامِ مسؤولية المحكَّم عن


Other data

Title المسئولية المدنية للمحكم " دراسة مقارنة "
Authors بهاء أحمد محمد الياس
Issue Date 2018

Attached Files

File SizeFormat
J8507.pdf1.3 MBAdobe PDFView/Open
Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 4 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.