التقدم التكنولوجي وانعكاساته علي دور نسق القرابة في تفعيل المسئولية الاجتماعية "دراسة ميدانية مقارنة بين بيئة حضرية وبيئة بدوية"

Abstract

إنَّ التطوُّر الذي مر به المجتمع المصري منذ مطلع القرن العشرين وحتى الآن في مجال التقدم التكنولوجي عامةً والتقدم في وسائل الاتصال على وجه الخصوص قد أدى إلى إحداث آثار إيجابية وسلبية على شبكة الروابط والعلاقات الإنسانية التي تربط الفرد بالمحيطين به وبأقاربه على وجه الخصوص مما أدى إلى إضعاف الروابط الاجتماعية، التي درج عليها الأجداد، ولقد كان لاختراع الكهرباء وما لحِقَه من اختراعات كالتلفاز وجهاز الراديو في القرن العشرين - أثر إضافي في إضعاف هذه الروابط. ففي السَّابق كان النَّاس يتحلَّقون لسماع قصص الأجداد ويتزاورون، وكانت العلاقات الاجتماعيَّة بينهم أمتن، أما في نهاية القرن العشرين ومع اختراع وسائل الاتصال الحديثة مثل الهاتف المحمول ولضيق الوقت وكثرة العلاقات وبوجود التقنيات الحديثة مثل: رسائل الهاتف المحمول والبريد الإلكتروني تغيَّرت من طبيعة تعاملاتنا وعلاقاتنا. فإلى جانب الآثار الإيجابيَّة: مثل نقل الأخبار المفيدة على الصعيد العلمي والديني، وسهولة انتقال المعلومة إلى الآخرين وبسرعة فائقة نجد من الناحية السلبية عدم الدقَّة في نقْل المعلومات التي قد تصِل إلى الآخرين بطريقة مشوَّهة ومشبوهة، مما يؤدي إلى آثار خطيرة على الصَّعيد العلمي أو السياسي، أو على الصَّعيد الوطني من نقل فتنة، أو على الصعيد الاجتماعي من تخريب أفكار الجيل، عبر تسميمه بقيم خاطئة قد تقضي على ميوله الفطرية السليمة التي فطره الله عليها، ولم يتسنَّ له معرفتها من أبوابها الصحيحة.