المتغيرات الاجتماعية المحددة للوعي السياسي وعلاقته بالمشاركة السياسية لدى الشباب العماني " دراسة ميدانية لعينة من الشباب بمحافظة مسقط "

Abstract

يمثل كل من الوعي والمشاركة السياسية أحد أهم المداخل في علم الاجتماع السياسي في الوقت الراهن، وخاصة لدى باحثي العلوم السياسية والاجتماعية لدراسة الثقافة السياسية للشعوب، سواء المتقدمة أو النامية، وذلك بغرض الوقوف على درجة وعي هذه الشعوب وتقدمها، لوضع الحلول الكفيلة بتطوير تلك الثقافة وتنميتها نحو منحى اكثر ديموقراطية وحداثة. إن دراسة مكونات الوعي السياسي لدى هذه الشعوب، وطبيعة عمل وآليات النظام السياسي لديها من خلال مدخلات ومخرجات العملية السياسية، يهدف إلى الاطلاع على مستوى تقدم تلك الثقافة السياسية التي وصلت إليها هذه الشعوب والى قياس مستوى الوعي الديموقراطي الذي تتمتع به سلوكا وممارسة. لاشك أن الوعي السياسي يشكل بحد ذاته موضوعا مهما فيالفكر السياسي من حيث تأثيره في الأحداث السياسية ومعطياتها، بل يعد ضرورة حياتية في مجتمعات العالم الثالث في الفترة الراهنة؛ نظرا لأن هذه المجتمعات تمر بتحديات كبيرة على مختلف المستويات الفكرية والثقافية والاقتصادية والمعرفية. فعلى الرغم من وجود الكثير من النظريات في المنطقة العربية إلا أن التطبيق مازال بعيدا، بل صعب التحقيق، وظل أمرا مرهونا بعقلية الافراد من جه، والسياقات الاجتماعية والفكرية والانفتاح السياسي من جهة أخرى ويلعب الوعي السياسي لدى الأفراد دورا محوريا في مستوى المشاركة السياسية لأفراد المجتمع، ويعد محددا لها، كما يسهم في قدرة الأفراد والجماعات على الاندماج في عمليات صنع السياسات واتخاذ القرار بكل مناحي الحياة. فالمتتبع لوضعية الشباب العربي اليوم، يرى اهتمامات الشباب وأولوياتهم موجهة نحو الملاعب وكرة القدم، ومتابعة الأفلام والكليبات والأغاني، ومتابعة الموضة، وتقمص سلوكيات الغرب بالدرجة الأولى، والانصراف عن الثقافة والفكر والقراءة، ومتابعة القضايا الاجتماعية، ومن ثم انخفاض مستويات الوعي السياسي، الأمر الذي يؤثر بدوره على مستوى المشاركة السياسية، والاندماج والمشاركة في عمليات تطوير المجتمع، عن طريق تشكيل الجمعيات والنقابات والنواديلتكون وظيفتها نشر التوعية السياسية بين الأوساط الشبابية.