تداول السلطة فى مصر من 1848 حتى 1956م

Abstract

الحمد لله ربّ العالمين, الّذى جعل ديننا الإسلام, وجعل هذا الدّين دين العلم والعمل معاً. وأوصانا في كتابه العزيز بالاعتبار بمن جاء قبلنا, والاستفادة من تجاربهم حتّى لا نقع في مثل أخطائهم قائلاً: (أَولمْ يَهْدِ للذِينَ يَرثُوْنَ الأرْضَ مِنْ بَعْدِ أََهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوْبِهِمْ ونَطبعُ عَلى قُلوبهمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ)( ). والصّلاة والسّلام على سيدنا محمّد r, حامل الرّسالة, ومبلّغ الأمانة, وعلى آله وصحبه وسلّم. أمّا بعد: فإن كل أمة عريقة تسعى إلى ربط ماضيها بحاضرها, وتعمل على أداء قسط من حقوق السلف , عليها أن تبنى صرحها العلمى وحضارتها على أسس متينة وقواعد راسخة . خضعت مصر للدولة العثمانية عام 1517م ، وتحكم السلطان العثمانى فى تداول السلطة على عرشها منذ الفتح وحتى ولاية محمد على باشا 1805م ، فكان السلطان يولى ويعزل من يشاء على عرش مصر ، ولم يستطع وال من ولاة مصر قبل محمد على البقاء على العرش طويلاً ، ولكن محمد على استطاع عن طريق تقديم الرشاوى والهدايا والمساعدات الحربية للدولة العثمانية البقاء على العرش مدة طويلة ، ونجح فى آخر الأمر أن يحصل على حكم مصر وراثياً فى أسرته بحيث يرث أكبر أفراد أسرته سناً ، كما قرره مؤتمر لندن عام 1840م والذى قررته الدول الأوروبية .