دراسة تحليلية لجهود جسر الفجوة بين التعليمين : الدينى والمدنى فى مرحلة التعليم الأساسى فى مصر المعاصرة

Abstract

كان كل نبى يبعث إلى قومه خاصة , ويجرى الله على يديه أمرًا خارقًا للعادة من جنس ما نبغ فيه قومه , يتحداهم به , فيظهر عجزهم عن الإتيان بمثله , فيدفع إلى الإيمان من أراد الله هدايته , فقد كانت النار بردًا وسلامًا على إبراهيم , وكانت ناقة صالح التى خرجت من الصخرة لها شرب يوم معلوم , وكانت عصا موسى حية تلقف ماصنعوا , وكان عيسى يبرئ الأكمه والأبرص ويحيى الموتى بإذن الله ..... آيات آمن بسببها من آمن .. ولكن معجزة الرسول محمد ــــ صلى الله عليه وسلم ــــ التى تحداهم بها هى القرآن , وعجزوا عن الإتيان بمثله , ثم تحداهم بعشر سورٍ مثله فعجزوا , ثم تحداهم بسورة مثله فعجزوا ..... لقد أرسل الله رسوله محمدًا ــــ صلى الله عليه وسلم ــــ بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله بشيرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجا منيرًا فبلغ الرسالة وأدى الأمانة , ولم يدخر وسعًا فى الوصول بها إلى القلوب , وصبر وصابر , هو المبين لكتاب الله , المبلغ لرسالته ,الناشر لشريعته , وكل ما ينطق به إنما هو وحىّ من عند الله عز وجل ( النجم : 3 . 4 ) , وقد جعله الله سراجًا منيرًا , حيث جلا به ظلمات الشرك والكفر , وهدى به الضالين الحائرين , بما أيده به من القرآن الكريم ..... ذلك الكتاب الأزلى الأبدى الخالد , الذى أنزله عليه ليبينه للناس , ويوجههم به إلى الصراط المستقيم , صراط الخير والحق والعمل والسلام , ولكنهم أذعنوا ولوَّوا رؤسهم عما سمعوا من الحق , وأصروا على كفرهم وصدهم عن سبيل الله , وما لجوا فيه من عناد وقالوا قلوبنا غلف , وسدوا منافذ المعرفة على أنفسهم . لذلك أذن الله " تبارك وتعالى " إلى نبيه الكريم بالهجرة من مكة إلى المدينة لإقامة مجتمع إسلامى , ليكون نبراسًا يشع منه نور العلم والفضيلة فى شتى بقاع الأرض , وإحياء المعانى الربانية وغرسها فى نفوس الأمم التالية