فاعلية برنامج تدريبي لمعلمي التاريخ قائم على مهارات التحول الديمقراطي وأثره على تنمية الوعي بمفاهيم العدالة الاجتماعية لدى طلاب المرحلة الثانوية.

Abstract

يعتبر العالم المعاصر عالم متغير لا يهدأ ولا يستقر، على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والتكنولوجية وخاصة بعد قيام ثورات الربيع العربي، حيث أصبحت عملية التحول الديمقراطي التي تشهدها الدول العربية في حاجة للعديد من المهارات ولا سيما مهارات التحول الديمقراطي، مما يلقي بالعبء الأكبر على كاهل التربية والتعليم عامة والمعلم خاصة باعتبارهم الوسيلة الفعالة في تحقيق السلوك الديمقراطي، وذلك لبلوغ الغايات المرجوة لتحقيق التقدم والنمو التي ينبغي أن تكفلها الدولة لأبنائها. والمعلم له دور مهم في البناء التعليمي التربوي، فهو الذي يقوم بتشكيل شخصية الطالب وإعداده لمجتمع الغد، وتمكنه من اكتساب المهارات التي تجعله خريج إيجابي في المجتمع الديمقراطي. وبالتالي يجب على الدولة أن تقوم بإعداد برامج تدريبية على قدر عالي من الكفاءة من أجل إعداد المعلمين إعداداً جيداً. فمادة التاريخ لها قيمة تربوية هامة تهدف إلى الوصول إلى الأسباب الرئيسية في الأحداث التاريخية ومحاولة فهم الماضي ودراسته وموازنته بالحاضر وتفسير الحاضر في ضوء الماضي وتحقيق الانتماء الوطني، والمساهمة في تنمية القيم والمهارات لفهم القضايا العالمية والمعاصر كقضايا التحول الديمقراطي ومهاراته وتنمية الوعي بالحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية. كما تعتبر مناهج التاريخ من المجالات الدراسية التي تهدف إلى تنمية مفاهيم العدالة الاجتماعية وتنمية الولاء للوطن، وتكوين عاطفة قوية تربط بين الطالب بالبيئة المحلية ووطنه، وتشعره بالاعتزاز به، وتدفعه إلى العمل والتضحية من أجل النهوض به والدفاع عنه، إلى جانب تعريف الطالب ببلده وحكومته، علاوة على فهم القضايا المحلية والعالمية المعاصرة وتنمية النظرة العالمية وروح التفاهم نحو الأمم والشعوب الأخرى لدى الطلاب، كما تهدف مناهج التاريخ إلى فهم الماضي ومدى ارتباطه بالحاضر، وإدراك طبيعة التغير، بالإضافة إلى إدراك المشكلات التي يعانيها المجتمع، والمساهمة في علاجها، وتنمية القدرة على المناقشة، والمشاركة، وتكوين الآراء، واتخاذ القرار، وتحقيق قيم إنسانية مثل الحرية، والعدالة الاجتماعية، والمساواة. وتكوين مهارة تفسير الأحداث الخاصة التي تقع، والمواقف التي تعرض نفسها بلغة الحياة الاجتماعية.