آليات الاندماج الاجتماعي للشباب مجهولي النسب (دراسة سوسيولوجية)

Abstract

بات الاندماج الاجتماعي والمشاركة الفعالة في مختلف أشكال النشاط الاجتماعي من جميع فئات المجتمع، شرطاً ضرورياً لدى مسيرة التنمية الحقيقية. والتي يعتبر العنصر البشري أساسها فهو الوسيلة والغاية المنشودة من تحقيقها، ويعد الشباب هم أكثر الموارد البشرية القادرة على استثمار كافة الموارد الأخرى المتاحة في المجتمع، لذا وجب الاهتمام والرعاية بتلك الفئة التي تشكل رأس مال مهم لأي مجتمع. وفئة الشباب في مجتمعاتنا العربية تشكل ثقلاً عددياً واضحاً، ولكنها لا تخلو من وجود فئات من الشباب المستبعد وغير الممكن، في حين يمكن استثمار قدراتهم وطاقاتهم لتحقيق التنمية المطلوبة. ومن تلك الفئات الشابة المهمشة الشباب مجهولي النسب محور البحث الراهن، تلك الفئة نشأت في ظروف خاصة كونهم فاقدي الرعاية الأسرية والوالدية منذ ولادتهم وجاءت نشأتهم في مؤسسات إيوائية لتقديم الرعاية لهم، مما ترك آثاراً نفسية واجتماعية اثرت على حياتهم وعلى مدى اندماجهم ومشاركتهم الحياة بمختلف مجالاتها، خاصة بعد خروجهم من الدار التي نشأوا فيها. هذا ما أشارت إليه الدراسات السابقة التي أجريت على تلك الفئة. ومن خلال الملاحظات الأولية التي قامت بها الباحثة عن تلك الفئة وجدت أن هناك قصوراً في أداء الجهات والمؤسسات التي ترعى هؤلاء الشباب سواء كانت مؤسسات حكومية أو خاصة، من ضعف للبرامج والسياسات الخاصة بهم وافتقار في الأنشطة والفعاليات التي يمكن من خلالها تمكين هؤلاء الشباب بما يساعدهم على الاندماج في المجتمع، وضعف في التنسيق والشراكة الجادة بما يخدم مصلحة هؤلاء الشباب. خاصة أنه إذا لم يتم استيعاب واحتضان تلك الفئات المهمشة فإنها تكون عرضة للانحراف والانحدار نحو سلوكيات مخالفة، وتلحق أضرار وخيمة بالمجتمع. وبالتالي تتحدد مشكلة البحث الراهن في التعرف على آليات الاندماج الاجتماعي للشباب مجهولي النسب.