المسئولية الجنائية عن جرائم الاتجار بالبشر في التشريعين اليمني والمصري دراسة مقارنة

Abstract

فقد جاهدت البشرية طويلا لوأد ظاهرة العبودية والرِّق( )، التي كانت سائدة في المجتمعات القديمة حتى القرون الوسطى، وقطعت شوطًا كبيرًا في تكريس الحقوق الأساسية التي ينبغي أن يتمتع بها كل أفراد الجنس البشري؛ لإدراك الأمم أنه لن يسود العدل إلَّا في الوقت الذي يتمتع فيه الجميع بالحرية والكرامة، فلا يجوز أن تمتهن كرامة أحدهم دون مُوجِب، كما لا يجوز أن يكون الخضوع والعبودية إلا لله الواحد القهار. فحقوق الإنسان تولد معه في استقلال عن الدولة وقبل نشأتها، لذلك تتميز هذه الحقوق بأنها كقاعدة عامة واحدة في كل مكان على وجه الأرض، فهي جوهر كرامة الإنسان. والرق والعبودية هو اعتداء على هذه الكرامة ابتداءً قبل التعدي على السلامة الجسدية أو النفسية، لكون الله عز وجل قد كرم الإنسان، وفضله على سائر المخلوقات، قال الله تعالى: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا" ( )، وسخر ما في الوجود لخدمته، قال سبحانه وتعالى:" وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "( )، فأبى الإنسان إلا أن يسترق أخاه الإنسان ويتخلى عن التكريم