تقييم آثار التكاليف الاقتصادية لأمراض سوء التغذية على التنمية المستدامة في مصر (دراسة تطبيقية)

Abstract

ظهرت في الآونة الأخيرة تغيرات سريعة على الأنظمة الغذائية وأساليب الحياة. ومع انتشار الأطعمة السريعة وعدم سلامة الأنظمة الغذائية في بعض الدول، وغياب الأمن الغذائي في البعض الآخر، ومع تناقص الأنشطة البدنية وتزايد نسبة المدخنين، أدى ذلك إلى عواقب سلبية أثرت على صحة السكان وحالتهم الغذائية، مما قابل ذلك من أمراض مزمنة مرتبطة بالنظام الغذائي أي أمراض سوء التغذية. وتمثل هذه الأمراض أكبر عبء على الصحة العامة، وبالتالي تزداد الحاجة للوقاية منها. وقد يكون ذلك من خلال التوعية والتشجيع على إتباع نظم غذائية سليمة ومستدامة توفر الغذاء الصحي لجميع الأفراد اليوم فيما يحمي قدرة الأجيال القادمة على توفير الأغذية لنفسها. وتؤدي سوء التغذية إلى الإصابة بالأمراض وتسبب ضعف عام أو عدم توازن في الطاقة والبروتين والعناصر الغذائية الأخرى، حيث تسبب مشاكل صحية كبيرة تعكس آثارًا سلبية على المستويين المادي والمعنوي للمرضى، كما تقلل من القدرة على الاعتماد على النفس، وتسبب ضعف في القدرة على منع ومقاومة الأمراض والعلاج منها، كما يصاحبها مشاكل أخرى كمضاعفات ما بعد الجراحة، وزيادة مدة البقاء في المستشفى، وحتى الوفاة. فمن الواضح أن من الآثار المترتبة على علاج المرضى المصابون بسوء التغذية زيادة استنزاف موارد الرعاية الصحية، وكذلك ارتفاع تكاليف العلاج. وبالتالي، تفرض سوء التغذية ضغطًا كبيرًا على الاقتصاد ومصادر الرعاية الصحية والاجتماعية، كما تؤثر سلبًا على المريض وعلى القائمين على رعايته (Julian F. Guest, 2011).