سمط الدهر- الخطاب الشعري في بائية علقمة في ضوء نظرية النظم

Abstract

تبدو أهمية هذه الدراسة وجدتها؛ لكونها – على حد علمي – من المحاولات الأولى التي تتوسَّل بمعايير (نظرية النَّظْم) في تحليل نصٍّ كامل من عيون الشعر الجاهلي، تحليلاً يكشف من جهة عن مظاهر الوحدة والتماسك فيه، ويقف من جهة أخري على القيم الفنية التي تغياَّها خطابه الشعري، من خلال ما تضفيه بنيته الإيقاعية والإبلاغية على اختيار اللفظ وصياغة التراكيب وتشكيل الصورة. وقد تهيَّأت للبحث في ذلك خطةٌ في قسمين، يشكِّل أولهما مدخلاً نظريًّا، يعنى في مباحثه الثلاثة بعرض الدعائم الأساسية لنظرية النَّظْم عند عبد القاهر الجرجاني بوصفه آخر منظريها ، كما يعنى بالتعريف بالشاعر وقصيدته وموقعهما من حركة الشعر والنقد، ثم يختم ذلك بنص القصيدة وإضاءة الغريب من ألفاظها. أما القسم الآخر فيشكِّل الجانب التطبيقي من هذه الدراسة وهو يتناول في مباحث ثلاثة أيضاً تحليل الخطاب الشعري في بائية علقمة الفحل في ضوء معايير نظرية النَّظْم وغيرها من القبسات الهادية في تراثنا البلاغي والنقدي، وقد وقفنا من ذلك على بنية المطلع بوصفها عنوان الخطاب ومفتاح النص، ونواته التي تدور في فلكها جزيئاته، واعتمد في ذلك على مذهب القدماء في نظرتِهم إلى مطلع القصيدة وبراعة الاستهلال. ثم أردفنا ذلك بالوقوف على أثر البنية الإيقاعية والبلاغية في بعض مظاهر العدول البارزة في الخطاب، وقد استغل الشاعر في ذلك ما تتيحه العربية من مظاهر العدول بالتقديم والتأخير، والذكر والحذف وحركة الضمائر، لمراعاة بنيته الإيقاعية، وإبراز الأغراض البلاغية والإبلاغية التي يتغياها في خطابه. واختتمنا هذا الجانب بتحليل الصورة الشعرية، وقد استوقفنا ثمة مذهب الشاعر في اختيار عناصرها، وطريقة صياغتها، ومدى توفيقه في إيقاعها الموقع المناسب من مشاهد القصيدة، وكيفية تواشجها مع غيرها من طرائق التعبير في رسم ملامح الصورة الكلية لخطابه الشعري.