مبحث الدلالة وتأسيس نظرية البيان
دكتور أحمد سعد محمد;
Abstract
يهتم هذا البحث بالوقوف على أثره في تشكيل نظرية البيان، وقد اقتضى ذلك مهاداً يتتبع جذور مصطلح البيان في الاستعمال العربي؛ لنثبت أصالة المصطلح في الثقافة العربية وتفرُّدها به، وذلك من خلال تتبع مفهوم البيان في مأثور العربية قبل الإسلام، ثم في القرآن الكريم والحديث الشريف، وكذلك وقف البحث عند مفهوم البيان عند الأصوليين وبخاصة الإمام الشافعي (ت 206هـ) الذي كان لكتابه (الرسالة) أثر واضح في التأسيس لمفهوم (البيان) وتخطيط مهاد معرفي لنظرية عربية فيه.
وقد تجلَّت بعد ذلك قضية البحث في أثناء متابعته ملامح نظرية البيان في الفكر النقدي والبلاغي، الذي خطَّ لها منحى جديداً اقترن فيه النظر إلى مادة البيان بعناصر الدلالة التي تسلم إليه، بل صار اتساع النظر إلى هذه العناصر أو انحصاره يوجِّه المفهومَ الذي درجت عليه نظرية البيان من التعميم إلى التخصيص، بدءاً من مشروع الجاحظ (ت 255هـ) حتى منجز السكاكي (ت 626هـ) وشُرَّاح التلخيص.
واقتضى ذلك أن نعني بالمراحل التي مرت بها نظرية البيان بدءاً من طور المهاد الذي أشرنا إليه، ثم طور العموم الذي ظهرت بوادره بدخول مصطلح البيان دائرة البحث البلاغي، وقد وقع في حيزه مشروع الجاحظ (ت 255هـ) وابن وهب الكاتب(ت 277هـ) والرماني(ت 386هـ) وعبد القاهر(ت 471هـ) وغيرهم، ثم طور التحديد الذي وقع في حيزه كل من الزمخشري (ت538هـ) والإمام السكاكي(ت626هـ) وشرَّاح التلخيص، وظهرت بوادر هذا الطور بدخول مصطلح البيان في إطار المفهوم العلمي المحدَّد، وبلورته في مجموعة معينة من طرائق التعبير التي تشترك في صفة الإبانة وتختلف دلالتها في درجة الوضوح والخفاء.
وكان من الطبعي أن يهتم كلا الطورين بآليات الدلالة وعناصرها التي توجِّه مفهومه للبيان أو تواكبه؛ ولذلك رأينا الجاحظ مثلاً يوسِّع من دائرة الدلالات؛ لتشمل العناصر اللغوية وغير اللغوية التي تسلم إلى البيان والتبيين، كما ذهب أصحاب الطور الآخر إلى أن مبحث الدلالة يعدُّ لازمةً منهجية يقتضيها مفهومهم المنطقي للبيان من جهة، وضابطاً لمعاقل العلم ومحدِّداً لمباحثه من جهة أخرى.
وقد تجلَّت بعد ذلك قضية البحث في أثناء متابعته ملامح نظرية البيان في الفكر النقدي والبلاغي، الذي خطَّ لها منحى جديداً اقترن فيه النظر إلى مادة البيان بعناصر الدلالة التي تسلم إليه، بل صار اتساع النظر إلى هذه العناصر أو انحصاره يوجِّه المفهومَ الذي درجت عليه نظرية البيان من التعميم إلى التخصيص، بدءاً من مشروع الجاحظ (ت 255هـ) حتى منجز السكاكي (ت 626هـ) وشُرَّاح التلخيص.
واقتضى ذلك أن نعني بالمراحل التي مرت بها نظرية البيان بدءاً من طور المهاد الذي أشرنا إليه، ثم طور العموم الذي ظهرت بوادره بدخول مصطلح البيان دائرة البحث البلاغي، وقد وقع في حيزه مشروع الجاحظ (ت 255هـ) وابن وهب الكاتب(ت 277هـ) والرماني(ت 386هـ) وعبد القاهر(ت 471هـ) وغيرهم، ثم طور التحديد الذي وقع في حيزه كل من الزمخشري (ت538هـ) والإمام السكاكي(ت626هـ) وشرَّاح التلخيص، وظهرت بوادر هذا الطور بدخول مصطلح البيان في إطار المفهوم العلمي المحدَّد، وبلورته في مجموعة معينة من طرائق التعبير التي تشترك في صفة الإبانة وتختلف دلالتها في درجة الوضوح والخفاء.
وكان من الطبعي أن يهتم كلا الطورين بآليات الدلالة وعناصرها التي توجِّه مفهومه للبيان أو تواكبه؛ ولذلك رأينا الجاحظ مثلاً يوسِّع من دائرة الدلالات؛ لتشمل العناصر اللغوية وغير اللغوية التي تسلم إلى البيان والتبيين، كما ذهب أصحاب الطور الآخر إلى أن مبحث الدلالة يعدُّ لازمةً منهجية يقتضيها مفهومهم المنطقي للبيان من جهة، وضابطاً لمعاقل العلم ومحدِّداً لمباحثه من جهة أخرى.
Other data
Title | مبحث الدلالة وتأسيس نظرية البيان | Authors | دكتور أحمد سعد محمد | Keywords | الدلالة - نظرية البيان | Issue Date | 22-Apr-2008 | Publisher | المؤتمر العلمي العاشر لكلية دار العلوم- جامعة الفيوم (التفكير المنهجي في العلوم العربية والإسلامية) 22 -23 إبريل 2008م | Related Publication(s) | Part of book | Journal | Journal of The Faculty of Education | Volume | Volume 4 | Issue | البلاغة والنقد الأدبي | Start page | 2081 | End page | 2114 | Conference | المؤتمر العلمي العاشر لكلية دار العلوم- جامعة الفيوم (التفكير المنهجي في العلوم العربية والإسلامية) 22 -23 إبريل 2008م |
Attached Files
File | Description | Size | Format | Existing users please Login |
---|---|---|---|---|
مبحث الدلالة وتأسيس نظرية البيان.pdf | 493.09 kB | Adobe PDF | Request a copy |
Similar Items from Core Recommender Database
Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.