التحليل الدلالي للتشبيه والاستعارة في الفكر البلاغي- في ضوء نظرية السياق والحقول الدلالية

Abstract

انعقد هدف هذا البحث على محاولة تجلية مذهب الفكر البلاغي في التحليل الدلالي للتشبيه والاستعارة، وفق التصورات التي تتصل ببواعثها ومعطياتها من نظرية السياق والمجالات الدلالية، وأهمية هذا المذهب في الكشف عن مرجعية التقليد أو الابتكار في الصورة. وهو يعتمد في ذلك على المنهج الاستقرائي، متوسلاً بالوصف والتحليل، واستدعى عنوانه أن يكون في تمهيد ومبحثين. وعني التمهيد بالإشارة إلى مفهوم السياق والحقول الدلالية في الفكر اللغوي، ومبررات الجمع بينهما، والأسس التي يقوم عليها التحليل الدلالي للصورة التشبيهية والاستعارية، عبر التحقق من مبادئ المشابهة، والتناسب والانسجام، والانتقاء والحذف، ثم تناول المبحث الأول التحليل الدلالي للتشبيه، من خلال الوقوف على مرجعيته الدلالية، وبنيته اللغوية وأثرها في تفاوت درجة الدلالة، وأثر السياق في تعيين السمات الثانوية والمهيمنة بين مجاليه، وأثره كذلك في الحكم على انسجامها وتلاؤمها بالقبول أو الرفض وفق ما يشيع في مجتمعها اللغوي والأدبي من معايير فنية. أما المبحث الآخر فقد عني بالتحليل الدلالي للاستعارة، وعلاقة ذلك بالتشبيه؛ من حيث اشتراكهما في نوعية العلاقة، وقد ألقى هذا التصور بظلاله على دراسة الاستعارة في الفكر البلاغي؛ وجرى تحليلها على ما جرى عليه تحليل التشبيه، بحيث لا يفرق بينهما في بعض التصورات إلا النقل المجازي في الاستعارة، وطيِّ ذكر أحد مجالاتها الدلالية.