أوقاف المرأة في الأندلس ودورها الحضاري (خلال العصرين الأموي وملوك الطوائف) (138-479هـ/ 928-1086م)

Abstract

في هذه الدراسة سوف نتناول "أوقاف المرأة في الأندلس ودورها الحضاري خلال العصرين الأموي وملوك الطوائف"، وقد اهتم الأمراء الخلفاء الأمويين وملوك الطوائف من بعدهم بالوقف وأولوه رعاية خاصة، والموضوع له أهمية حضارية نظراً لما تتمتع به المرأة من كيان فعال في الحضارة العربية الإسلامية، فلم تكن المرأة الأندلسية بمنأى عن الحركة الوقفية في تاريخ الأمة الحضاري، وكان للنساء نصيب من الوقف في الأندلس، كما كان للرجال، وفكرة أوقاف النساء تعود إلى أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، فهن أول من أوقف من النساء، بل وتؤول أول إدارة نسائية للوقف إلى أم المؤمنين السيدة حفصة رضي الله عنها، التي عهد إليها الخليفة عمر بن الخطاب بمهمة الإشراف على أوقافه بعد وفاته. وقد تميزت المرأة العربية في الأندلس بحكم طبيعة المجتمع بنشاطها الذي ساعد فيه اظهار قابليتها في العديد من النواحي العامة في الحياة، وكانت أوقاف المرأة في الأندلس امتداداً للأوقاف التي كانت سائدة في بلدان الإسلام الأخرى، وتجلٍّ من تجلياتها الزاهرة المشرقة والمشرفة التي تميزت بها هذه الحضارة، وشعب الأندلس عرف بالغنى والثراء والتعدد العرقي والديني والجغرافي فجاء وقفهم في سياق ذلك، وانعكاساً له، متنوعاً ومتعدداً وذا طابع خاص. بحيث تميزت الحياة عندهم بالمستوى المادي الرفيع الذي عاشوه بكثرة المساهمة في الأوقاف. ونظرا للدور المسكوت عنه عن الدور الذي لعبته المرأة في الأندلس على صعيد الأوقاف والمشاركة العلمية، والاجتماعية، وجدنا أن نسلط الضوء على ذلك الدور البارز الذي أغفلته الدراسات المتخصصة لنفرد هذا البحث لدور المرأة الأندلسية في الوقف. حيث ساهمت أوقاف النساء في الأندلس بدور إيجابي متعدد الأهداف في دعم المرأة الأندلسية وهذه مسألة بحثية جديرة بالبحث والدراسة.