دور الفقهاء في الجهاد الحربي في عصر دولة المرابطين في الأندلس

Abstract

تعددت إسهامات الفقهاء في ميدان الجهاد؛ فتحمل فقهاء الأندلس العب الأكبر في الجهاد عند قدوم المرابطين إلى الأندلس، حيث اعتبر العديد من المؤرخين المحدثين الجهاد من الأسس المهمة التي قامت عليها الدولة المرابطية، وشارك عدد كبير من الفقهاء في الجهاد في ميادين القتال، كما حض عدد كبير من الفقهاء الأمراء على الجهاد، وامتد نفوذ الفقهاء أيضا فوصل إلى حد محاسبة بعضهم أمراء الدولة المرابطية عن أخطاء بعض السياسات العامة للجهاد، كما حث الفقهاء الناس على الإنفاق في ميدان الجهاد، وبعضهم كان يحث الناس على الجهاد بالمال وتوفير المال الكافي لتجهيز حملات الجهاد، والدعوة للجهاد في أماكن التجمعات كالمساجد والأسواق والميادين العامة وغيرها، كما صدرت عنهم الفتاوى والرسائل والأشعار والمؤلفات التي تعمل على استنهاض مسلمي الأندلس للجهاد ضد الأعداء، كما كان لهم أثر في النفقة لمصلحة الجهاد كتجهيز الغزوات، وإصلاح الأسوار أو فك أسرى المسلمين، ودعوا الرعية إلى الإنفاق في هذه المجالات كما شارك عدد كبير منهم في الجهاد واستشهد فيها أعداد كبيرة منهم، كما انعكس خوض بعض الفقهاء غمار المعارك على كتاباتهم وثقافتهم الحربية؛ فصاروا يتحدثون عن الشئون الحربية وآلاتها مما كان له أثر فعال في مسار حركة الجهاد في الأندلس.