الولع بسرقة الكتب من وجهة نظر الأدب العالمي: رواية ’سارقة الكتب‘ للكاتب ماركوس زوساك أنموذجًا

Abstract

تقوم هذه الدراسة على تحليل مضمون رواية ’سارقة الكتب The Book Thief‘ للكاتب الاسترالي ماركوس زوساك، حيث تدور أحداث الرواية في مدينة ميونخ الألمانية أبان فترة حكم الحزب الألماني النازي الذي يتزعمه أدولف هتلر (1933-1945)، حيث القيود المفروضة على قراءة الكتب، والدعوات النازية الجائرة إلى حرق الكتب غير الألمانية، فتظهر بطلة الرواية ليزيل ميمنجر التي لم تزل في سن المراهقة، لتجد نفسها مولعةً بسرقة الكتب وحريصةً على قراءتها، رغم أنها لم تعرف القراءة والكتابة، فتعمل على تطوير عاداتها القرائية والكتابية في نهاية القصة. استندت الدراسة إلى أسلوب تحليل المضمون، اعتمادًا على هذه الرواية في طبعتها العربية الصادرة سنة 2018. هدفت الدراسة إلى التعرف على أهمية الرواية من وجهة نظر علم المكتبات والمعلومات، فضلاً عن تحديد دوافع بطلة الرواية نحو سرقة الكتب، وكيفية قيامها بالسرقة، وكيف تعلمت مهارات القراءة والكتابة، وما يتعلق بأبرز عاداتها القرائية، وماهية الرسائل التي أراد كاتب الرواية إيصالها إلى جمهور القراء. كشفت القراءة المتأنية لهذه الرواية أن بطلة الرواية قد سرقت بالفعل ستة كتب، بينما يُفهم من أحداث الرواية ذاتها أنها تأثرت بنحو عشرة كتب مختلفة، كما أن أبرز دوافعها نحو سرقة الكتب كمنت في كل من: الدافع العاطفي، ودافع الغضب والكراهية، والدافع الانتقامي، ودافع الولع بقراءة الكتب. أظهرت النتائج أيضًا أن العادات القرائية لبطلة الرواية تتمثل في: الحرص على القراءة والمطالعة، وتوثيق الكلمات والمفردات الجديدة، واتباع استراتيجية إعادة القراءة، والقراءة للغير بغرض التسلية والمواساة. أوصت الدراسة بضرورة تشجيع الدارسين في مجال المكتبات والمعلومات وأمناء المكتبات وأخصائي المعلومات على قراءة رواية ’سارقة الكتب‘؛ نظرًا لأهميتها كعمل أدبي استثنائي، كما أوصت أيضًا بأهمية تعزيز فكرة الإتاحة الحرة للمعرفة أمام القراء وتشجيعهم على تطوير عاداتهم القرائية في وقتٍ بدت فيه التقنية غالبةً على حياتنا اليومية، فأصبح من المهم حسن استثمار هذه التقنية في القراءة والمطالعة وكسب المعارف الجديدة.