الدولة العباسية ومواجهة حركة ارهاب قرامطة بلاد البحرين بين السلب والايجاب- دراسة تحليلية (317-339هـ/929-950م)

Abstract

شاع في السنوات الأخيرة "دولياً وعربياً "مصطلح"الإرهاب" وكثر تداوله في الأوساط المختلفة بمعنى: التعدي الغاشم على الآخر، لقيام فاعليه بعمليات تفجيرية وتدمير للمنشآت وقتل للأفراد دون شفقة أو رحمة، وكانت بداية الإجماع العالمي للتصدي للإرهاب في وقتنا الراهن منذ الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م، وضرب برجي مركز التجارة الدولية بولاية منهاتن بالولايات المتحدة الأمريكية، ومقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، الذي نتج عنه نحو ثلاثة آلاف قتيل من كافة أنحاء العالم وفقما ذكرت الصحف العربية وقتئذ(1)، بالإضافة لآلاف الجرحى والمصابين بأمراض جراء استنشاق دخان الحرائق والأبخرة السامة، على يد جماعة عربية هي "القاعدة"، وزعيمها العربي"أسامه بن لادن"، الذي عده بعض المحدثون من خوارج العصر الحديث، مما صبغ مصطلح الإرهاب بالصبغة العربية، بل والإسلامية أيضا، نظراً للخلفية الدينية لفاعليها، على الرغم من أنه قد يوجد في دولة وأخرى نموذجاً لهذه العمليات التفجيرية وفاعليها من غير المسلمين، بل إن العالم الدولي يجمع على أن أعمال كل من عصابات المافيا الإيطالية(2)، والألوية الحمراء الإيطالية(3)، أعمالاً إرهابية، فكان لـزاماً علينا أن نسعي لتوضيح مفهوم الإرهاب، مساهمة منا في وضع تعريف لغوي واصطلاحي صحيح له، ونتتبع تاريخياً جذور حركات الإرهاب في عصر الدول الإسلامية، مما دفع بنا لإختيار واحدة من تلك الجماعات أو الطوائف الإسلامية، ونعني: الشيعة الإسماعيلية(4)، أو الشيعة الباطنية(5)، والمسماة بـجماعة "القرامطة"(6)، وهي جماعة شيعية إسماعيلية المذهب والعقيدة، وسياسية ظهرت في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري، واستمرت حتى نهاية القرن الرابع الهجري(7) من خوارج المسلمين، ببلاد البحرين(8)، وبالتحديد "آل الجنابي"، نموذجا لهذة الورقة البحثية للمشاركة بها في هذا المؤتمر المعني بالإرهاب، في محاولة جديدة دءووبة لكشف النقاب عن النقاط التي اكتنفها الغموض لهذه الحركة، وموقف الدولة العباسية منها، السلطة الحاكمة للعالم .الاسلامي وقتئذ، وما ترتب علي قيامها كحركة وأعمالها الإرهابية، من آثار حلت على مجتمعها، وعلى العالم الإسلامي أجمع،