فاعل ةُ بُرنام جُ إُثرائ قًُائم عُلى اُسترات جٌ اٌت مُا وُراء اُلذاكرةُ ف تًُنم ةٌ اُلتعلُ م اُلذات وًُتحس نٌ جُودة اُلح اٌة لُدى طُلَُّبُ الصف اُلثان اًُلثانوي اُلدارس نٌ لُمادة عُلم اُلاجتماع

Abstract

يُعد الاهتمام بالنشاط العقلي المعرفي للإنسان، والعمليات العقلية، وسُبُل التعامل مع المعلومات، وتكوين المعرفة وتجهيزها، مدارَ بحثِ واهتمام الفلاسفة والمفكرين والعلماء عبرَ مختلف العصور وحتي عصرنا الحالي، حيث ركَّزَ العديدُ منهم على محاولة فهم وتبسيط وتفسير السلوك المعرفي، باعتباره أحد أهم أشكال السلوك الإنساني الذي عُنِى بقضايا بنية العمليات العقلية الذكية وأنشطة التفكير والمعالجة المطلوبة في الإدراك والانتباه والتخيل والتذكر، وآليات إجراء هذه العمليات المعرفية التي تمثِّلُ منظومة مدخلات النشاط العقلي المعرفي وعملياته ونواتجه، والأساس الذي يقوم عليه التعلمُ الإنساني. لقد ميَّزَ اللهُ سبحانه وتعالى الإنسان على بقية الكائنات الحية، بعددٍ من القدرات والعمليات المعرفية المتطورة، والتي يأتي على رأسها الذاكرة. حيث تؤدي الذاكرةُ دوراً مهمًا في مختلف السلوك الإنساني، لكونها تُعدُّ محور العمليات المعرفية ومركز نظام تكوين ومعالجة المعلومات، فهي تتأثرُ بالمحتوى المعرفي وخصائصه، مما يؤثر على مختلف أنشطتنا المعرفية الأخرى، والتي وفي ضوء كفاءتها يمكن تشكيل البنية المعرفية العقلية واستخدام عدد من استراتيجياتها المعرفية في عملية التفكير والابتكار والتعلم. وقد ورد لفظ الذاكرة في تسعِ آياتٍ بيِّنات في الكتاب المجيد. قال تعالى:وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الألْبَابِ ( البقرة، الآية 269)،  إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الألْبَابِ (الرعد، الآية١٩)، وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الألْبَابِ (آل عمران، الآية ٧)، هُدًى وَذِكْرَى لأولِي الألْبَابِ (غافر، الآية،٥٤)، وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الألْبَابِ (إبراهيم ، الآية 52)، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لأولِي الألْبَابِ  (الزمر، الآية 21). كما قال الفيلسوف "غاستون باشلار" الذي ربط هوية الإنسان بذاكرته: "إن للذاكرة عقلا مثلما للعقل ذاكرة". وقد قال "أفلاطون": "كل المعرفة هي التذكر"، وقال "شيشرون" عن الذاكرة: "هي خزانةُ وحارس كل شيء". وتهتم الذاكرةُ عموماً بتخزين المعلومات وتذكرها. ومن الممكن أن يحتوي لفظ "ذاكرة" على معانٍ توكيدية مختلفة، بحسب المجال الذي يُستخدم فيه. ففي العلوم العصبية، تُعتبر الذاكرة تلك القدرة على اكتساب المعلومة والحفاظ عليها واستعادتها. ويفضِّلُ بعض علماء النفس تعريف الذاكرة باعتبارها إمكانية لتكيف السلوك وفق التجربة الماضية. أما في مجال الالكترونيات والمعلوماتيات، فإنها تُعتبر جهازاً بدنياً يسمح بالحفاظ على المعلومات أو المعطيات وإدراجها. وفي ميدان التاريخ، تكون الذاكرة مُطالَبةً باستعادة الأحداث التاريخية الحاسمة (باعتبارها فعلاً فردياً)، وبإحياء ذكرى هذه الوقائع والأحداث (باعتبارها فعلاً جماعياً). (لورون بوتي، 2012، 7) ويُعد أحد الاكتشافات الرئيسية على مدار المائة عام الماضية، هو اكتشاف أن الذاكرة كيانٌ متعدد المُكوِّنات ( أكثر منه أحادياً). ففي ستينيات القرن العشرين، شاعت التقسيماتُ الفرعية للذاكرة والمعتمِدة على نماذج معالجة المعلومات، وعقب التطورات السريعة في تكنولوجيا المعلومات التي وقعت بعد الحرب العالمية الثانية، حدثت طفرةٌ في فهم متطلبات تخزين المعلومات خلال المعالجة الحاسوبية، وقد نشأ لاحقاً نموذجٌ لمعالجة الذاكرة مكون من ثلاث مراحل، ووصل إلى شكله النهائي في النموذج الذي اقترحه "أتكنسون" و"شيفرين" في ستينيات القرن الماضي