التزام الطبيب بتبصير المريـض (دراسة مقارنة)

Abstract

الطب من المهن العريقة منذ القدم( )، وقد تلازمت هذه المهنة- في حُقب عديدة مع الدجل والشعوذة والطلاسم( )، كما اقترنت بالدين، وأصبحت مورداً للثروة حيناً، ومصدراً للشهرة حيناً آخر، وكان لهذا التلازم مؤشرات أصابت المهنة بداء الرهبة من اختراق مجاهلها، وسبر أغوارها، من طائفة كبيرة من الناس الذين يكتفون بالتقوقع إلى جانب المتأمل من بعيد إلى هذا المجهول( )، وكيف لا والطب يرتبط بالفناء كما يرتبط بالحياة. ولقد كان لارتباط مهنة الطب بالحياة والفناء تأثير على الفقه والقضاء اللذين كانا حريصين على إسباغ نوع الحماية، تمثلت في النظر إلى أن الطب كمهنة لابد لتقدمها أن يحاط القائمون عليها بنوع من الحماية( )، تجسدت في وصف الفعل المركب من العاملين بالمهن الطبية، بأوصاف حرص من خلالها، على إبعادهم- بقدر الإمكان- من الدخول في دائرة المُساءلة القانونية( ) عن الكثير من الأفعال التي وصِفت بأوصاف ونعوت عديدة، كالأخطاء التافهة أو الهينة، أو البسيطة وغيرها.