أثـر الاحتـراق الـوظيفي عـلى رأس الـمال الفكري "دراسة مقارنة على عينة من العاملين بالمعاهد الحكومية و الخاصة بالقاهرة الكبرى"

Abstract

يعد الاحتراق الوظيفى من الموضوعات التي لقيت اهتماماً بارزاً من قبل الباحثين في الدراسات التربوية والنفسية وذلك لما تسببه من آثار سالبة تؤدي إلى سوء التوافق النفسي والمهني لدى العاملين في المهن المختلفة، خصوصاً المهن التي لها علاقة بالتعامل المباشر مع الأفراد. وتزداد أعراض الاحتراق الوظيفي في الوظائف والمهن التي يكون فيها التعامل مع الطلاب والخريجين وأولياء الأمور، والتي عادةً تتطلب التعامل المباشر والاستيعاب الدقيق لآراء هؤلاء واتجاهاتهم، والتي تعد محكاً أساسياً في تقييم أداء شاغلي تلك الوظائف( ). ويعتبر رأس المال الفكري في الاقتصاد مورداً رئيسياً لمنظمات العمل، لذا فقد أصبح تقدم وتفوق الدول رهناً بحسن تكوينها لذخيرتها العقلية، والإفادة منها، وقد سعت العديد من المنظمات إلى تنمية أصولها الفكرية، بمواردها البشرية ذات القدرات الإبداعية، وبأصولها الهيكلية المتميزة، وبعلاقاتها مع الزبائن والعملاء، ومن جانب أخر فإن الرغبة في مواكبة التقدم والتطور المتسارع في العصر الحالي يستلزم، وفقاً لها، تبني الإبداع، وممارسته في أعمالها وأنشطتها( ). وبالتطبيق على مؤسسات التعليم العالي نجد أنه على الرغم من أن الواقع العالمي يشير إلى أن مؤسسات التعليم العالي تمثل الحاضنات الأساسية للفكر وقاطرات التنمية في كل المجتمعات الإنسانية المتقدمة، يشير إلى الواقع العربي الحالي إلى أن معظم هذه المؤسسات تعاني من تواضع رأس المال الفكري بها، ومن ثم انخفاض إنتاجيتها العلمية، بشكل لا يُلبي متطلبات خطط التنمية في عصر يتسم بالعولمة واقتصاد المعرفة( ).