"الوقف وأثره على الفنون الإسلامية فى العصر المملوكى " (دراسة آثرية وثائقية)

Abstract

الوقف في الشريعة الإسلامية صدقة محرمه، لا تباع ولاتشتري ، ولاتهب، ولا تورث، ويصرف ريعها إلى جهة من جهات البر. ويرجع تاريخ الوقف الاسلامي في مصر إلى السنة الأولي لدخول المسلمين مصر. تعتبر الوثائق مصدراً خصب من مصادر تاريخ نظام الأوقاف ، ولا ينكر للباحث صعوبة البحث عن جذور وأصول وأسس نظام الوقف الذى كان معروفاً فى مصر فى العصر المملوكى ، وبالتالى كان لازماً للباحث الرجوع إلى هذا المصدر ممثلاً فى وثائق الوقف المحفوظة فى وزارة الأوقاف ، ودار الوثائق القومية ، وفى بطريركية الأقباط الأرثوذكس ، وفى دار الكتب ، ودير سانت كاترين . يعرف أن العصر المملوكى بصفة خاصة كان عصراً ذهبياً فى الصناعات والفنون المختلفة بمصر ، والسبب الرئيسى لذلك فيما عرف عن سلاطيين المماليك من رغبة فى تشييد العمائر الكثيرة الدينية ، والمدنية ، والخيرية ، والحربية . ونتيجة لكل هذا التقدم الناتج عن رواج الزراعه والصناعة والتجارة الذى أدى بدوره إلى إزدهار الحياه الإقتصادية جعل الكثير من سلاطين الدوله المملوكية يقوموا بإنشاء عمائرهم ووقفها وتزويدها بالكثير من فنون وزخارف الرخام والحجر المتأنق والمزين بالزخارف النباتية والهندسية وبعض الرنوك التى كانت تحتوى على صور حيوانات قويه أو طيور . وكما هو معروف أن للرخاء آثر كبير فى حجم الإنتاج الفنى وأنواعه ولهذا شيد المماليك تلك الآثار التى تخدم عدة أغراض ما بين دينية ، ومدنية ، كما ظهر التنسيق والآناقة فى شتى العناصر المعمارية من واجهات ومنارات وقباب وزخارف رخامية .