مسارح أمريكا الهسبانية بين آليات التهجين وخطاب الهيمنة نماذج مختارة في ضوء نظريات ما بعد الكولونيالية

Abstract

هناك حقيقة لا يمكن إنكارها وهي أن ما يقارب من ثلاثة أرباع سكان العالم يعيشون اليوم في عالم حددت لهم التجربة الاستعمارية فيه نمط حياتهم، ومجالات سياستهم ،وإذا كانت التجربة الاستعمارية قد تركت آثارها الحياتية و الاجتماعية و الثقافية و السياسية و الاقتصادية بشكل واضح وجلي على الأمم التي وقعت تحت السيطرة الاستعمارية لفترة ما ، فإن إدراك تأثيرها في البنية العقلية لتلك الأمم ليس بتلك السهولة التي نستطيع رصدها أو إدراكها كما في الأوجه السياسية و الاقتصادية . لكن الأدب بوجه عام والمسرح بشكل خاص هو الذي يوفر لنا الطرق الأكثر أهمية التي تعكس هذا التأثير المستتر وعليه فإن كتابات هذه الشعوب التي كانت مستَعمرة وكذلك فنونها تشكل مصدراً يعكس كيفية و درجة تأثر هذه البنية الفكرية و الثقافية بالتجربة الكولونيالية . و من الشعوب التي عانت آثار هذه التجربة الاستعمارية المريرة شعوب أمريكا اللاتينية . تلك القارة التي تعرضت لانكسارات اجتماعية و انتكاسات اقتصادية و تشويهات ثقافية التي تتجلي في كتابات أبنائها المثقفين المهمومين بقضايا أوطانهم .