المسكن الريفى التقليدي وأنشطة الحياة اليومية للأسرة الريفية دراسة أنثروبولوجية

Abstract

مرت القرية المصرية عبر تاريخها الطويل بمراحل من التطور انتقلت فيها القرية أفقيا ورأسيا متفاعلة مع البيئة موضع القرية الأصلي والمناطق المحيطة بها، وذلك نتيجة للتطور السريع في مختلف النواحي الاقتصادية والتكنولوجية والإنسانية. ويواكب هذا التطور السريع ظهور أنماط جديدة من المساكن الحديثة تحاكي نمط المسكن الحديث للمدينة؛ من حيث مواد البناء، وطرق الإنشاء، والتصميم المعماري. تتميز قرية الدراسة بالطابع الحضري من حيث مساكنها، حيث مرت قرية الدراسة خلال السنوات الأخيرة بعوامل سياسية واقتصادية واجتماعية؛ أهمها الهجرة الخارجية لأفراد القرية خاصة إلى إيطاليا، انعكست تلك العوامل على بناء المسكن الريفي، وأنشطة الحياة اليومية للأسرة الريفية، ونمط الأسرة نووية-ممتدة، وأدى إلى ظهور أنماط حديثة للمساكن بقرية الدراسة تُظهر تفوق الإنسان القروي في عملية التكيف مع ظروف البيئة الريفية، من خلال بنائه للمسكن الريفي الحديث مستجيبا لخصوصيته الدينية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية، والأنشطة الحيوية المختلفة التي يقوم بها مع أسرته، وهي الأنشطة المعيشية والأنشطة الاجتماعية والإنتاجية والاقتصادية والترفيهية والثقافية والدينية ....إلخ، ولم يعد يُبنى المسكن الريفي التقليدي في الوقت الحاضر إلا بقدر ضئيل للغاية "بالحقول"، وذلك بعد استخدام الخرسانة المسلحة والطوب الأحمر على نطاق واسع مما شكل ثورة على المسكن التقليدي تجتاح قرية الدراسة، إلا أن هذا المسكن لا يزال يمثل وضعًا قائمًا حتى الآن. لهذا سوف تتناول الدراسة الراهنة تغير المسكن الريفي التقليدي بقرية الدراسة " الزمرونية" ،مركز كفر شكر،محافظة القليوبية، من حيث مكوناته وأقسامه ومواد وطرق البناء، والتغير في نمط الأسرة الريفية وأنشطة الحياة اليومية، والوظائف التقليدية، والأنشطة الإنتاجية للأسرة الريفية المنزلية، وأثر هجرة أبناء القرية وارتفاع مستواهم المادي والثقافي على بناء المسكن الريفي بالقرية، ورصد الأشكال الجديدة من المساكن التي زحفت إلى القرية خلال السنوات الأخيرة، والتعرف على أثر التغير على الوظائف التقليدية للمسكن الريفي، وعلى أنشطة الحياة اليومية للأسرة الريفية، وعلاقة ذلك بالأبعاد الاجتماعية والاقتصادية، كالمستوى الطبقي للأسرة ونمط الأسرة نووية – ممتدة