موقف الفكر الإسلامي السياسي من الأقليات.

Abstract

الحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات وبرحمته وعفوه تغفر الزلات أما بعد فإن أهم النتائج التي توصل إليها الباحث من خلال دراسته لموضوعات هذه الرسالة ما يلي: أولا: جعل الإسلام الرابطة الدينية أساسا للمواطنة في الدولة المسلمة فميز بين الناس على أساس الديانة وجعل هذه الرابطة تحل محل رابطة العصبية القبلية في الجاهلية ورابطة الجنسية في النظم المدنية مع اعتبار من يسكن ديار الإسلام من غير المسلمين من مواطنيها لهم حقوق وعليهم واجبات تؤدى لهم الحقوق ما وفوا بالواجبات. ثانيا: قسم الفقهاء العالم إلى دار إسلام ودار كفر وجعلوا الفارق بينهم غلبة أحكام الإسلام وظهورها. ثالثا: تصنيف غير المسلمين في ديار الإسلام راجع إلى اختلاف نوع الكفر اللاحق بالموصوف فإن كان كفرا أصليا كانوا أهل كتاب -من اليهود والنصارى- أو من لهم شبهة كتاب-من المجوس والصابئة- أو مشركين ولكل حكم بحسب ما بينهم وبين أهل دار الإسلام فإن كانوا من سكان دار الإسلام فهم ذميون وإن كانوا من سكان دار الحرب ودخلوا دار الإسلام كرسل أو تجار أو مستجيرين أو طالبوا حماية فهم مستأمنون. وأما إن كان الكفر طارئا فهم مرتدون وهم في الأمة طوائف منهم السبئية الإسماعلية والقرامطة والنصيرية والدروز والبهرة والبابية والبهائية والقاديانية. رابعا: أرسى الإسلام دعائم العلاقات الإنسانية فامتاز بنزعته الإنسانية الواضحة في معتقداته وتشريعاته وتوجيهاته فهو بحق دين الإنسان واتضح ذلك جليا من خلال ما أرساه من دعائم الإنسانية وعلاقتها بدءا بالتكريم الإلهي للإنسان مثنيا: بالعدل الذي به قامت السماوات والأرض مثلثا: بالمساوة بين الخلق وجعل أساس المساواة إن أكرمكم عند الله أتقاكم وجاء رابعا: الرحمة التي عمت كل شيء خلقه الله حتى البهيمة العجماوية وجاء خامسا تسامحه الفريد الذى ابتدأ تاريخ الإنسانية بها سواء كان ذلك في تشريعه أم في علاقاته بالمخالف وخاتمة تلك الدعائم: الحرية حلية الإنسان وزينة المدنية فيها تنمى القوى وتنطلق المواهب وبصوبها تنبت فضائل الصدق والشجاعة والنصيحة بصراحة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتتلاقح الأفكار وتورق أفنان العلوم. خامسا: أما حقوق غير المسلمين فجاء الإسلام مثبتا لحقوقهم ومؤكدا لها وتنقسم هذه الحقوق إلى حقوق شخصية وحقوق عقدية وفكرية وحقوق سياسية وحقوق اقتصادية.